الثالث والعشرون من يوليو دعوة للتأمل وترسيخ الوطن في وجدان الناشئة د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


الثالث والعشرون من يوليو – ميلاد أمه مجيدة وانطلاق مسيرة مظفرة
دعوة للتأمل وترسيخ الوطن في وجدان الناشئة
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
‏07‏/07‏/2013‏ 11:22:37 ص
الثالث والعشرون من يوليو عام 1970 م  هو بحق ميلاد أمة مجيدة فهو ليس كأي يوم وليس كأي تاريخ ولا ينبغي أن يمر على كل من على ظهر هذه الأرض المباركة كذلك، إنه يوم خالد يحمل الكثير من الدلالات ويقف عند الكثير من المحطات في بناء الإنسان الأرض والدولة  لذلك ينبغي أن يكون له وزنه وموقعه في قلب كل عماني ، فهو يوم انطلاق المسيرة المظفرة، والبداية الحقيقية للنهضة العمانية الحديثة، حين أشرق على عمان وشعبها عهد جديد عادت الحياة فيه إلى أبناء عمان وتجدد الأمل فيه لشعب طالما انتظر مرحلة جديدة متشوقا إلى وجودها بعد عقود من ضعف الحال، فلقد كانت العناية الإلهية  بهذا الشعب فوق كل تقدير وأبلغ من أي تأكيد، استعاد خلالها الإنسان العماني ثقته في ذاته وقدراته  وفي حاضره ومستقبله وعلى مدى ثلاث وأربعين سنة من العمل الجاد والجهد  المخلص والعطاء اللامحدود في كل المجالات تعالت على هذه الأرض الطيبة صروح دولة عصرية راسخة استمدت قدرتها وقوتها على الانطلاق والاستمرارية والتحدي من علاقة فريدة شديدة الخصوصية بين القائد الملهم مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه وأبناء شعبه الوفي على امتداد هذه الأرض الطيبة، ليصبح الوطن في فكر حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه منهج حياة وطريق أمة وسلوك عمل في ظل جاذبية فريدة وحب نوعي بين القائد والأرض ( الوطن والإنسان) ، ليصبح هذا النهج  تربية وطنية  للشعور وصقل للذات في ترجمة هذا الحب لدى الإنسان بقيمة الوطن في النفس، وتقوية جوانب الوعي الذاتي والحس الوطني المسؤول  في ظل مقومات مبنية على الإيمان وصدق الحب والاخلاص والمواطنة والانتماء تترجم هذا الشعور في واقع حياة الإنسان العماني ليصبح الله والوطن والسلطان غاية يسعى لتحقيقها في ظل منهجيات ترسمها الذات وأطر عمل تتحقق من خلال الالتزام بقواعد العمل ومحددات الفعل، 
لقد رسم جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه منهجا فريدا في تحقيق مفهوم المواطنة الحقة التي ينبغي أن يربي كل عماني أبناؤه عليها وأن يغرس فيهم سلوكها ويؤطر لهم أساسياتها، وهي في كل منهجياتها تقوم على الولاء للوطن ورعاية المواطن والسعي من أجل تحقيق رفاهيته والارتقاء به ليصبح الوطن شعور ذاتي وإرادة سامية في النفس تنعكس على الفعل الممارس فهي إطار فكري قائم على القناعات الأكيدة والرؤية السديدة والفكرة السليمة وصدق التوجه وهي إطار عملي يترجم ذلك من خلال أدوات وثقافات وسلوكيات تؤكد الالتزام والبناء والتطوير والتجديد والحب والعطاء والعمل من أجل عمان  وقائدها المفدى ونهضتها المباركة، لتصبح المواطنة  سلوك المواطن وثقافته وحديثه ونطاق عمله ينعكس ذلك في نواحي كثيرة بحياته في التزامه بالقوانين والأنظمة ومدى إخلاصه وتفانيه في خدمة الوطن، وتغليبه مصلحة الوطن والمواطن فوق المصالح الشخصية، وتسخير كل الجهود  والخبرات والتجارب من أجل الوطن والارتقاء به وتطوير مقدراته والاستفادة من كل الفرص المتاحة له في كل ما من شأنه تعزيز وحدة النسيج الوطني وتأصيل قيم التكافل والتكامل والحوار والتواصل ، واستثمار موارد وطنه في بناء القدرات وصناعة القدوات وخلق نماذج مضيئة من التجارب الوطنية الايجابية المعززة لمبادئ الخير والسلام وتحقيق الأمن والأمان .
إن الثالث والعشرين من يوليو المجيد هو نقطة تحول في تاريخ الأمة العمانية المعاصرة، ويستدعي من كل أب وأم ومعلم وأستاذ جامعي ومرب وواعظ ومهندس وطبيب وتاجر وغيرهم، أن يكون على مستوى المسؤولية في جعل هذه التاريخ بمثابة محطة لهم نحو البناء الذاتي أولا والإخلاص في العمل ثانيا وتربية النشء وغرس هذا الحب الوطني فيه وإشعاره بمسؤولياته ثالثا ومن خلال التعامل مع كل التحديات والأفكار والمعطيات التي تظهر في حياة الإنسان العماني ليكون هذا التاريخ بمثابة منطلق للعطاء والتجديد وحب الوطن واخلاص العمل والأمانة فيه والانضباط وتحقيق الرؤية وتعزيز قيم الانتاجية والايجابية في السلوك والممارسة، إذ هذا التاريخ يحمل كل تلك الدلالات الايماينة السامية ويؤصل لكل القيم المثلى ويمنح الفرد العماني طاقة ايحابية نحو العطاء بلا حدود والعمل بلا توقف  والانجاز وفق خطط واستراتيجيات ومنهجيات أكد وجودها هذا التاريخ المجيد، وهو ما يعني بلا شك أن يأخذ الإنسان العماني في تربيته الفكرية والوجداية والضميرية والسلوكية وغيرها من هذا التاريخ مرحلة جديدة له أيضا نحو المراجعة والمعالجة أين هو الآن وماذا حقق وهل أدى المسؤولية التي عليه أن يقوم بها ، وأين نصيب الوطن من كل ما يقوم بها وأين موقع الوطن والمواطن وجلالة السلطان في حياته، وهو في كل ذلك يؤصل للمواطنة الإيجابية في فكر وثقافة الناشئة وطريقة تعاملهم مع متطلبات واقعهم، من خلال  شعوره بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه والدور المأمول منه أن يقدمه لوطنه وأن يستلهم من إخلاص القيادة الحكيمة ووعدها للإنسان العماني وتحقيقها لهذا الوعد وزيادة  يستلهم معاني  العمل الوطني المشترك والهدف الإنساني النبيل في بناء حضارة ونهضة أمه ، وأن يتعاطى الإنسان العماني  -شيبا وشبابا رجالا ونساء -  مع كل التحولات الحاصلة وما يثار هنا وهناك وما يكتب في بعض الصحف وغيرها بمزيد من الفاعل مع مكونات نهضته والالتصاق بمنجزات أمته والثقة بوطنه وقائده المفدى ، وليتذكر  تلكم الجهود الموجهة لخدمته والارتقاء من شأنه، والتي تتطلب منه في المقابل المزيد من الوعي والفهم والتبصر والتأمل والعمل الجاد دون الانجراف لكل ما يقال، إن  هذه المرحلة في حياة الإنسان العماني تتطلب منه بلا شك الوقوف على ما أنجز وأن يكون هو بمثابة خير رسول لوطنه يعبر عن حقائق الانجاز التي يلامسها الإنسان العماني وكل من يطأ تراب هذه الأرض المباركة ويصبح الإنسان العماني الواعي لمسؤولياته والمدرك لمهامه هو القادر على فهم حقيقة الدور والاستفادة من كل المعطيات والمواقف والفرص الكبيرة التي هيأتها له النهضة، ويوظفها لصالح نفسه والتنمية والوطن، وما دام قد توفر الدعم والمساندة لتحقيق ذلك من القيادة الحكيمة، وكانت توجهات الحكومة واضحة في ترجمة هذه التوجيهات في سبيل البناء والتطوير فإن على الإنسان العماني اليوم ذكرا كان أم أنثى كبيرا كان أم صغيرا موظفا كان أم باحثا عن العمل أن يشمروا على ساعد الجد ويترجموا هذه التوجيهات السامية من خلال الاعتماد على النفس وإخلاص العمل وحب الوطن والذود على حياضه، والشعور بالمواطنة الايجابية المسؤولة وإدراك قيمة تحقيق ذلك برؤيته في الآخرين فيما يعود عليه وعلى مجتمعه بكل الخير، وعليه في ظل ذلك ترجمة هذه المساحات الواسعة والنطاق الكبير من الاهتمام والرعاية والعناية التي  تقدمها القيادة الحكيمة له في ممارسة واعية حصيفة وسلوك عمل إيجابي بناء، وفكر متجدد منفتح متزن وعمل مخلص دؤوب، وتفان في تقديم الأفضل وإنجاز الأهم. إنها فعلا دعوة للتأمل وفرصة للمقارنة – وهي صعبة في ظل حجم البون الشاسع بين فترتي التاريخ- إنها دعوة للشباب العماني لأن يستلهم من هذا التاريخ المجيد أمجاده القادمة، ويستشرف من ميلاد هذه الرؤية بناء مستقبل عمان الغالية، وليتذكر بأهمية هذا التاريخ في نفسه فلا يمر عليه مرور الكرام ، ولا يتعامل معه بمجرد يوم مر عليه بل هو تأريخ وجود الإنسان العماني المعاصر وقدرته على مواصلة مسيرة التطوير وتحقيق النجاحات التي حققها على مر التاريخ،
إن دعوتنا إلى الوقوف على هذه المحطات الوطنية المجيدة يؤكد أيضا على أن تعمل مؤسسات التعليم والتثقيف والتوعية والتنشئة والأمن وغيرها في سبيل بناء منهجيات واضحة تنطلق من الفكر السامي لجلالة السلطان وهذه المحطات التاريخية المشهودة لتشكل مادة علمية وتربوية وتثقيفية وتوجيهية للناشئة العمانية في تعزيز اندماجها الوطني وتعريفها بجهود التنمية وتعزيز قناعاتها بالأولوية الماسة لكل ما انجز وفق أطر محددة وخطط خمسية تنشد التطوير والازدهار ، وأن يستفاد من هذه المواقف في المناهج والثقافة التعليمية والبرامج التدريبية لصناعة تحول ايجابي في حياة النشء وتعيير قناعات البعض منهم في ظل تحديات كثيرة ومؤثرات متعددة على فكر الشباب والناشئة بشكل خاص، وأن توظف كل المنابر الحوارية المؤسسية في تأكيد هذا الجانب، إن التعليم بكل مؤسساته وأفراده مطالب اليوم أن يثبت لنفسه هذا الدور وقدرته على التعامل معه وأن  يضع في أولوياته هذه المسؤولية  في ظل المراجعة لسياساته وخططه وبرامجه التي وجه إليها مولانا المعظم، وأن يعتمد في ذلك على تبني وانتقاء الأدوات والآليات المناسبة في ظل شراكة مجتمعية ومؤسسية تنشد وحدة الهدف، بحيث يمتلك القائمين عليه القدرة على الاقناع وتأصيل ثقافة المبادرة والعمل التطوعي والانجاز من أجل الوطن واحترام الرموز الوطنية والقيادات المؤسسية،
  حفظ الله  مولانا وسيدنا جلالة السلطان المعظم وعماننا الغالية  شامخة رافعة رايتها في العالمين
وكل عام والجميع بخير


تعليقات