المرونة ويسر إجراءات العمل متى ستكون إستراتيجية مستدامة في عمل مؤسساتنا؟ د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

المرونة ويسر إجراءات العمل في رمضان :
متى ستكون إستراتيجية مستدامة في عمل مؤسساتنا؟
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
7/22/2013 11:13:47 PM
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عندما يأتي رمضان كل شيء يتغير ويتبدل ويتحول إلى طبيعته التي خلق على أساسها، يرجع كما كان يوم ولادته ويوم وجوده، عندما يأتي رمضان يتغير أداء الفرد بل والمؤسسة، فيصبح على ما ينبغي أن يكون عليه، موضوع المرونة وتسهيل الإجراءات في غير رمضان يحتاج إلى متابعة وتوجيه ورقابة وإذن من السلطات العليا بالمؤسسة، ولكنه في رمضان يأتي هكذا بسهولة ويسر ومن فطرة الموظف والمسؤول، يشعر بأن لزما أو كعادة لديه أن يكون  على مستوى من المرونة في التعامل والعمل وتسهيل إجراءات الناس وتخليص معاملاتهم كلمح البصر بل هو أسرع، الأمر بلا شك يحتاج منا لوقفة وتأني ودراسة متعمقة، ودعوة لا تقبل التأجيل لماذا لا يكون رمضان هو معيار أدائنا المستقبلي نرسم من خلاله خطانا لبلوغ أهدافنا الشخصية والمؤسسية، والتعامل مع الإنسان الذي هو غاية التنمية وروحها لا ينبغي أن له  خصوصية في رمضان دون غيره، لأنه مخلوق كرمه الله ويستحق التكريم والاحترام والتقدير في كل وقت وحين، متى يمكن أن نصنع من رمضان طريق نجاح مؤسساتنا ونجاحنا الشخصي ، فهو فرصة لتغيير العادات والممارسات غير المقبولة التي قد تكون في غير صالح مجتمعنا ومؤسساتنا،  لا شك بأن موضوع المرونة واليسر وسهولة تخليص المعاملات والاهتمام بالموظف والمراجع والشعور به والإحساس بأهميته وضرورة الانتباه إليه وتخليص موضوعه بسهوله أمور نلاحظها في عمل المؤسسات في رمضان، وما إن ينتهي رمضان إذا بكل شيء يرجع على غير طبيعته فتتدخل فيه أيدي البشر ، فاليسر والتيسير بعد ذلك تصبح عسر وامتهان، وسرعة تخليص المعاملة بعد رمضان يصبح شعارها " نعم من أجل تأخير المعاملة وإذلال الموظف" ، والمرونة تنقلب إلى بيروقراطية قاتلة نحتاج فيه لمشورة وتوقيع أعلى مسؤول في المؤسسة بل وإشارة ضوئية خضراء منه حتى ولو استمر الأمر سنوات عدة في موضوع قد ينجزه أبسط الموظفين، والصدق مع المراجعين بوجود المسؤول في مكتبه لا يكون إلا في رمضان وفي غير رمضان لا يمكن مقابلته، ولا يمكن الحديث معه، وهو دائم الارتباط، فلا مواعيد قريبه وكل شيء لا بد وأن يتأخر حتى ولو كان الأمر لا يحتمل التأخير، وهكذا تظهر الممارسات الفرقة في عمل المؤسسات بين رمضان وما قبل أو بعد رمضان ، ممارسات ما أنزل الله بها من سلطان، لا تعكس روح العمل المؤسسي الواعي ، ولا الممارسة المسؤولة من الفرد، ولا تعكس  حقيقة السعي لبناء روح الشراكة لتحقيق الانجاز الوطني، ممارسات تحتاج إلى دراسة ومتابعة وتحليل لواقعها، فما السبب الذي يجعل الفرد الموظف في رمضان يعامل المراجعين له في مؤسسته بطريقة تختلف عن ما اعتاده في غير رمضان، وما الذي يجبر المسؤول عن قبول مقابلة احد المراجعين أو المواطنين أو الموظفين في حين انه لم يتاح له ذلك لأشهر عديدة، إنها المسؤولية والحس المسؤول الذي يقوى في رمضان  دون غيره من الشهور رغم أنها أشهر الله ، ورغم أنها  الطريق لتحقيق مصالح الناس، هذه الممارسات وغيرها تجعلنا أمام مسؤولية كبيرة جدا في أن نكون أكثر وعيا وحسا وقناعة بأن العمل المؤسسي إنما هو لصالح الإنسان وتسهيل الأمور والتيسير على الناس ، وقضاء حوائج المواطنين ، وتعزيزا لهم ودفعا لهم لبناء وطنهم وتحقيق مصالح غيرهم ،
 إن مسؤولية الإنسان عن تصرفاته لا ينبغي أن تقتصر على رمضان دون غيره، والعمل المؤسسي الناجح ، والممارسة المهنية الواعية هي التي تجعل غايتها تحقيق مصالح الناس والوقوف عند حوائجهم وتلمس مشكلاتهم ومساندتهم والوقوف معهم من أجل تذليل الصعوبات في إطار من الحوار والتواصل المسؤول والجلوس معا من أجل تحقيق الهدف، إن المطلوب من أبناء هذا الوطن موظفين ومسؤولين وصناع قرار أن يكونوا على مستوى من المسؤولية فالوظيفة كما قال مولانا المعظم جلالة السلطان أعزه الله - تكليف وليس تشريف، وراحة الإنسان وسعادته ( الموظف) عندما يخدم وطنه ويسهل على أبناء هذا الوطن إجراءاتهم اليومية المعتادة المطلوبة من المؤسسات ، ويعمل جاهدا من أجلهم ويسهر من أجل راحتهم، ويخلص من أجل أن يرضي ربه ودينه ونفسه، إن رمضان فرصة لتدارك الأمر وتحقيق المقاصد والغايات النبيلة والقيم الرفيعة ، وتأتي المرونة وعدم التكليف على الناس كإحدى المحطات المهمة التي  ينبغي الوقوف عندها لصالح العمل المؤسسي ، وليكون رمضان نقطة تحول وتغيير للعادات المتبعة نحو واقع مشرق لمؤسساتنا.

وإلى لقاء آخر

تعليقات