التحصيل الدراسي ، عندما يتحول إلى قضية وطنية ؟ د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

التحصيل الدراسي ، عندما يتحول إلى قضية وطنية ؟

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

Rajab.2020@hotmail.com
10/09/2013 09:20:46 ص

بدأ العام الدراسي 2013/ 2014م ، وكل الآمال تتجه إلى أن يكون عاما مفعما بالعمل الجاد والإنجاز النوعي الراقي، وتتربع قضية التحصيل الدراسي في قمة اهتمام ولي الأمر والكاتب والمؤلف والمثقف والأب والأم وهي تناقش بصورة مستفيضة في اروقة مؤسسة التعليم وتأخذ نصيبا كبيرا من لجان العمل والمناقشات التي تتم في أروقة المؤسسة التعليمية، بل وهي حديث التربويين جميعا، وفاكهة اللقاء عندما يكون الحديث عن التربية والتعليم، لا شك بأن ذلكم التفاعل ينم عن وعي مجتمعي وقناعة بدور التعليم وأهميته وأثر التحصيل الدراسي في بناء الناشئة، ولكن يبقى موضوع التحصيل الدراسي أمام تساؤلات عدة حول المفهوم المراد منه، وإلى أي مدى يمكن أن تكون هناك خصوصيات في التعاطي معه؟ وهل مفهومه ينبغي ان يكون ثابت ام متغير؟ ولماذا أصبحت الدراسات التربية والنفسية تتعاطى مع الموضوع من خلال مجموعة مسببات ظاهرية دون الدخول في عمق مسالة التحصيل وخفاياها الحقيقة ، خاصة إلى ما لاحظنا أن معظم الدراسات التي تتناول موضوع التحصيل الدراسي تتعاطى معه من خلال مسببات عدة ظاهرية أكثر من كونها جوهرية نوعيه ، وعندما تطرح مسألة التحصيل الدراسي تتسارع إلى الأذهان قضية المعلم والطالب والبيئة المدرسية وولي الأمر والنظام التعليمي والمناهج والأنشطة، ثم هل معنى تعدد مستويات تعاطي وفهم اولياء الأمور والمؤسسات ومن يعنيهم شأن التعليم لجانب التحصيل الدراسي مرده إلى كون قضية التحصيل الدراسي لم تحسم بعد، وأن ما يشار إليه في أروقة المؤسسات التعليمية ويتحدث به أولياء الأمور إنما يغلب عليه الطابع الأدبي النظري ، أي جانب الأدبيات التربوية التنظيرية التي حددت المفهوم والجوانب التي لها علاقة به، مع أنها لعمري لم تدخل في جوانب دقيقة لها علاقة بموضوع التحصيل الدراسي أشارت إلى بعضها أقوال الحكماء والفلاسفة العرب والمسلمين وغيرهم، أو تلك التي تتبناها بعض المؤسسات الأكاديمية المتقدمة والتي تظهر في نواتجها البشرية أي طلبة تلك المؤسسات وما يتميزون بها وما يمتلكونه من مهارات ومعارف وابتكارات ومواهب وغيرها...
في تقديري الشخصي فإن موضوع التحصيل الدراسي ينبغي أن يتحول إلى مسألة وطنية تعالج في إطار رؤية وطنية عمانية شاملة، في ظل هوية التحصيل الدراسي كيف نريده في سلطنة عمان ، وما منطلقاته، وما الأثر الذي نتوقعه منه، كيف نفهمه في شخصية الطالب العماني ، ما فلسفة التحصيل في عمان بل وما نوع التحصيل الدراسي الذي نريده في الإنسان العماني عندما نتحدث عن نجاح أو تأخر دور المؤسسة التعليمية في معالجة قضية التحصيل الدراسي ، وكيف ينظر ولي الأمر لهذا المفهوم، بل وكيف يمكن أن يتحول الموضوع إلى سلوك مؤسس تتفاعل مع معطياته وصناعته وصياغته كل مؤسسات الدولة ، هل سيظل موضوع التحصيل الدراسي في جلباب وزارة التربية والتعليم ونرمي تأخر الجهود المتوقعه عليها كونها لم تستطيع تغيير واقعه، ثم هل من الممكن تغيير النظرة السطحية الضيقة للتحصيل الدراسي لدى ولي الأمر بل والسلوك الحاصل في مؤسسات التعليم وتعاملها مع اختبارات الطلاب وتقديراتهم الدراسية الفترية والفصلية ، والذي بلا شك يمجد جانب الدرجات أو التحصيل الكمي في الورقة الامتحانية، لا شك بأن المسؤولية أعظم مما ذكرنا والحقيقة أنها بحاجة إلى أن تكون ضمن أجندة التحول القادمة في المنظومة التعليمية ، ولكن أؤكد على أن المسألة يجب أن تعالج في إطار فلسفة وطنية وهوية وطنية للتحصيل وقراءة معمقة للإنسان العماني الطفل والشاب والأب والأم وغيرهم، ثم تعالج في إطار البيئة العمانية ما يتوفر فيها من فرص وما يحصل فيها من تحديات ، مع مع نسيان المتغيرات والتوجهات العالمية النوعية المجيدة في هذا الجانب ، ليس لأن تكون هي الموجه العام لنمط التحصيل الدراسي بل للتعرف على الكيفية التي تم بها تحقيق نواتج المفهوم في فكر الإنسان ذاته وفكر المجتمع،
أعتقد أننا بحاجة اليوم إلى قراءة جديدة للتحصيل الدراسي تتواكب مع الحالة العمانية بكل نجاحاتها أو تأخراتها في بعض الأحيان، وأن تتحول قضية التحصيل الدراسي إلى قضية دولة ووطن ، بحيث تجعل من النطق السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه ورؤيته للتعليم المنتج والإنسان العماني الفاعل منهج عمل لترجمه قضية التحصيل الدراسي في عمان، وهو ما يتطلب مراجعات وطنية لكل محددات المفهوم وجوانب عمله وأهداف وزارة التربية والتعليم والمؤسسات التعليمية الأخرى ومسؤولياتها في تحقيقه،
وإلى لقاء آخر

تعليقات