دور المدرسة في تغيير قناعات طلبة الدبلوم العام د. رجب بن علي العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

دور المدرسة في تغيير قناعات طلبة الدبلوم العام
د. رجب بن علي العويسي
3/14/2014 8:24:49 PM
بعد ظهور  نتائج طلبة الدبلوم العام يسرني أن أبارك لأبنائي وبناتي انجازاتهم الرائعه ، وأذكرهم بأن الوطن يحتاج منهم الكثير فليكونوا عند المسؤولية ، كما أهنئ المجيدين منهم  بمباركتهم على هذه الإجادة وأدعو أبناني وبناتي الطلبة الذي لم  يصلوا في هذا الفصل إلى تحقيق أمنيتهم أن يواصلوا الجهد ويستمروا في مسيرة العطاء والعمل، وأن يكونوا على ثقة بان القادم أفضل بجهودهم ومثابرتهم وعطائهم وتنظيم أوقاتهم وثقتهم بقدراتهم ،  وبالتالي على  الجميع أن  يكون على مستوى من الحرص والمسؤولية في تحقيق الأفضل من النتائج في الفصل الدراسي القادم، وأن تتعزز لديهم القناعات الايجابية في تغيير نمط تعلمهم وطريقتهم في المراجعة ، وأن يكون ذلك دافعا لهم نحو تقييم جوانب الخلل والإشكالية وتوطين انفسهم  لتلمس القوة في سلوكهم التعليمي.
ومما لا شك فيه بأن هذه النتائج تضع المدارس أمام مرحلة جديدة في الاداء والممارسة التعليمية والخطط والبرامج المقدمة لطلبة الدبلوم العام، فإن خطة المدرسة في هذا الجانب يجب أن تتجه نحو مسارين رئييسين يتعلق الأول بتغيير القناعات السلبية لدى بعض الطلبة الذين لم يحققوا المطلوب، وإزالة جانب اللبس والخوف والشعور السلبي  نحو ذواتهم  بأن ما قدموه من قبل كان كافيا نحو الوصول إلى  مستوى  من الرضا، بل أن تضع المدرسة  في الحسبان محاولة ايجاد معالجة لهذا الجانب تركز على احتضان الطلبة والتقرب منهم والتواصل معهم وتعزيز دورهم وبناء اهداف مشتركة من خلالهم نحو بلوغ  الغايات العليا  للمدرسة بان ترى خريجيها في مستويات دراسية عليا أو من خلال  تكامل وانسجام التفاعل في المشاعر مع الطالب ومحاولة نقله والتحول به نحو  الأفق في التفكير والبعد في النظرة والاستمرار في الطموح والتكاتف من أجل بلوغ الهدف، وهنا يأتي دور العناصر المدرسية من إدارة ومعلمين والمختصين بالتوعية والتوجيه  واللجان المدرسية في تفعيل دورهم في كل المواقف التعليمية وإشراك الطلبة في تقديم البرامج الني تعزز لدى زملائهم جانب الدافعية والرضا والطموح.  أما الأمر الآخر فيتعلق  بما يمكن أن تتخذه المدرسة من إجراءات وبرامج وأن تضع المدارس في خطتها التدريسية المتبقية لهذا العام تغيير قناعات الطلبة بالبرامج العلاجية والاثرائية والتطويرية والتثقيفية والتوجية المناسبة ما يعزز لدى ابنائنا وبناتنا مسؤوليتهم في تعلم انفسهم وحرصهم على تقديم الأفضل وتلمس الأحسن من  طرق التعلم وإدارة الوقت  والثقة في الذات، وبالتالي  أن تستهدف هذه البرامج كسب ود الطالب والانطلاقة من خلاله نحو الوصول إلى الغايات العليا التي سعت المدرسة إليها من خلال أبنائها، فإن الشعور بالمسؤولية المترتبة على هذا الجانب والوقوف مع الطلبة في تجاوز الاشكاليات او تحسس مواطن القوة والقصور والعمل من خلال الطالب  وفي اطاره ، ووضعه في  أولوية الاهتمام  وإيجاد مناخ ترويحي وتثقيفي تعليمي توجيهي اجتماعي مؤسسي  يعيش في اطاره ويحاول أن يستفيد من فرصه، يجعل من دور المدرسة والآباء والأسر والمؤسسات  أهمية تعاونها وتكاتف جهودها في  تغيير قناعات أبناءنا الطلبة وبناتنا الطالبات،
إننا على ثقة بأن هناك جهودا تبذل في الميدان التعليمي وأن هناك العديد من البرامج التي بدأت المدارس بتنفيذها منذ بداية الفصل الدراسي الثاني وقبل ظهور نتائج الطلبة، وندرك أيضا أن هناك شعورا مجتمعيا قائما على تعزيز جانب الايجابية لدى الطلبة ، ولكننا نؤكد على أهمية أن تسير هذه المنهجيات وفق رؤى حكيمة وخطط واضحة ومناهج عمل تقيم في ضوء تأثيرها وأثرها على الطلبة، وقدرتها على الرقي بهم أو الارتقاء بسلوكهم ، ومن خلال قدرتها على إيجاد تحول  نوعي في حياة المتعلم وفي ثقته بقدراته ، وأن تتجاوز  الجهود  جانب الشكليات إلى نماذج عمل واقعية تؤصل لثقافة جديدة لدى الطلبة ، بحيث تستفيد المدارس من تجارب بعضها ، وأن يكون هذا العمل في إطار احتياج الطالب وبناء على قراءة  لسلوكه التعليمي .  إن الاستفادة من دراسات الحالة في بناء منهجيات قادمة  لهذا العمل تعتمدها المدارس في اطار مؤسسي مقنن وفي ظل وضوح الاليات والخطط والبرامج  ومن خلال دراسة نفسيات الطلبة والبيئة التعليمية وقدرتها على احداث هذا التحول ومن خلال الثقافة المجتمعية ومشاركة الاسرة في  هذا الجانب سوف يكون له أثره الايجابي في التعامل مع قضايا الطلبة وتغيير القناعات والرقي بالفكر ، بل وفي دعوة الطالب ذاته نحو الاستفادة من  المتاح له في المدرسة او ما يتوفر فيها من فرص تعليمية وكوادر مجيدة من معلمين وادارة مدرسية  وأن يتوفر لدى الطالب الشعور المتبادل والإدراك بأن ما يقدم من جهود إنما يأتي في إطار تحقيق مصلحته.

وإلى لقاء آخر

تعليقات