ثقافة السباحة . متى تتحول الى سلوك مجتمعي عام. د. رجب بن علي العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

ثقافة السباحة . متى تتحول إلى سلوك مجتمعي عام
د. رجب بن علي العويسي

Rajab.2020@hotmail.com
28_ 3_2014

            قد يكون طرح الموضوع في وقته بينما يراه البعض صعب التطبيق ذلك ان السباحة في اطار الفعل المحدد والمستهدف منها انما تعبر عن هوايات للأفراد ورغباتهم . بيد ان طرحي للموضوع انما يستهدف ان يتحول نطاق العمل في هذا الموضوع من عمل فردي الى كونه عملا مؤسسيا ومن كونه هوايه فرديه الى ثقافة مجتمعية . في ظل مؤشرات واقعية تشير الى اهمية امتﻻك هذه الثقافة بين ابناء المجتمع وبخاصة فئة الشباب. قد يكون الموضوع في حقيقته شارح لذاته فان الحاجة اليوم وفي ظل المعطيات الحاصلة المعززة لهذا التوجه يتطلب جهدا مؤسسيا وطنيا في سبيل اعطاء الموضوع بعدا امنيا وتثقيفيا وتوعويا ومجتمعيا اكبر. ولعل ما تمر به السلطنة من مناخات مختلفة وطبيعة البيئة الجغرافية كفيلة بايجاد رؤية واضحة يمكن ان تساهم فيها مؤسسات الرعاية الشبابية والاندية بدور اكبر وان تكون المسالة في اطار منظم قادر على تجاوز الصعوبات التي قد يجدها البعض احد المعيقات في تنفيذ هذا المشروع الوطني الهام حسب ما اراه.

فما إن تأت أمطار بسيطة على بلادنا الحبيبة وتجري الأودية والشعاب إلا ونبدأ نسمع عن حالات مأساوية فبين حالات غرق لأطفال وشباب وبين جرف الأودية لعائلات وأفراد وبين وبين، مآسي عديدة ومصائب متنوعة- زيادة على ما يثقل كاهل مجتمعنا ووطنا من حوادث المرور - في حين أننا نعيش في بلد يعاني من شح في المياه وكل واحد يتمنى نزول المطر وخصب الأرض ولكن في المقابل وفي ظل ما نسمعه من حوادث الغرق وجرف الأودية أصبحنا بين متردد في قبول نزول المطر من عدمه والعياذ بالله ، لا شك بأن السبب الأول في هذه القضية هو الإنسان نفسه ومستوى وعيه وحرصه على حياته وحياة الآخرين وعدم إقدامه على النزول في الأودية أو السباحة في البرك المائية، ولكن في المقابل لماذا لا ننظر إلى الموضوع من زاوية أخرى ونطور ثقافة مجتمعنا في جانب رياضة السباحة والغوص، نحن نفتقد لذلك في بلد شواطئه تزيد على 1700 كم ، ألا نحتاج لتدريس هذه الثقافة في مناهجنا في مدارسنا ومؤسساتنا وجامعاتنا، ألا نحتاج لإيجاد مدارس مخصصة لتعليم رياضة السباحة ، هل نمتلك الأماكن الكافية والمناسبة التي تفي بالغرض وبخاصة في المحافظات التي تطل على السواحل أو التي بها البرك المائية المستمرة والأودية العميقة المعروفة كوادي بني خالد وودادي دما والطائيين والوادي الأبيض وغيرها من الأماكن السياحية الجميلة المهمة في بلادنا ، أعتقد أن المسالة يحتاج النظر إليها من منظور مؤسسي ولا تكفي مبادرات الأفراد في هذا الجانب ، ولنسأل كم عدد الذي يتقنون مهارات السباحة في الأسرة الواحدة أعتقد أن العدد قليل جدا، وعليه فإن من بين الأسباب التي أرى من الأهمية تسليط الضوء عليها في منابرنا الحوارية في الإذاعة والتلفزيون هو كيف يمكننا تأهيل مجتمعنا وإعداده لمواجهة الأزمات وقدرته على إدارتها ومن بينها السباحة والغوص وعمليات الإنقاذ ومدى إمكانية توفيرها بأسعار رمزية في الأماكن التي تتوفر بها البرك المائية، أو في السواحل أو الأماكن العامة ،