صناعة القدوات د. رجب بن علي العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


صناعة القدوات
د. رجب بن علي العويسي
Rajab.2020@hotmail.com
صناعة القدوات في عالم اليوم باتت ليست مسؤولية جهة دون غيرها بل هي مسؤولية مجتمع وهم أمة، نحتاج لصناعة القدوات في العمل والبيت وفي الطريق ( قيادة السيارة) وفي الخطاب وفي التواصل وفي الزيارات وفي كل مجالات الحياة وتعاملاتها المختلفة ومواقفنا اليومية، قد يظن البعض أن مسؤولية صناعة القدوات هي لفئة دون غيرها وكأن المسألة حكر على أشخاص بعينهم أو فئات معينة أو وظائف محددة، فنسمع يا أخي أنت معلم وأنت قدوة ، لكننا لا نسمع أنت سائق فأنت قدوة ، نسمع أنت إمام مسجد فأنت قدوة ، لكننا لا نسمع أنت موظف فأنت قدوة، نسمع أنت أب فأنت قدوة لكننا لا نسمع أنت لاعب كرة فأنت قدوة إن مقدار التأثير الايجابي  الذي يحدثه الفرد في الآخر هو الخلاصة من هذه القدوة التي لا تنتهي لفترة معينة وإنما يستمر وجودها في الآخر في حياته اليومية وهي ما يحمله الفرد من سلوك وقيم ومبادئ وقناعات يعيش بها مقتبل حياته ويؤثر بها على غيره وهكذا دواليك، وبالتالي يصبح مفهوم صناعة القدوات هو صناعة النماذج الايجابية في المجتمع وزيادة عددها ونشر سماتها في المجتمع لتصبح نماذج مضيئة في حياة الأمة ونورا يهديها سبيل النجاح والتقدم، في ظل تبني  أساليب وأدوات مبتكرة في التقييم والتشجيع والمتابعة والتوجيه والتحفيز والمكافأة تتسم بالمرونة والديناميكية والعدالة  في تعاملنا مع الآخر وتواصلنا معه وطريقة تفاعلنا مع أفكاره وتوجهاته، وقدرتنا على إزالة سوء الفهم الذي قد يحصل ، وهنا يأتي دور أسلوب العمل ونمط التعامل في صنع نماذج إيجابية في مجتمعنا وبيوتنا ومؤسساتنا وما علينا إلا أن نحتضنها بالرعاية والاهتمام والمتابعة  والصقل والنصح والتوجيه، إن دعم هذه النماذج المضيئة في المجتمع وصناعتها في البيوت والمؤسسات يتطلب تكامل الجهود وتكاتفها في  الأخذ بأيدي الآخرين ممن يستحقون منا الاحتضان والمتابعة والتوجيه والرعاية  والنهوض بهم والارتقاء بأفكارهم وتبني مبادراتهم وتعزيز مهاراتهم  ليكونوا قدوة ومثالا لأبناء مجتمعهم في الداخل والخارج ، فإن قدرتنا على تكوين هذه الفئات واحتوائها سوف يسهم بلا شك في تكوين جيل من الشباب  المجيدين العاملين  على صنع منجزات بلا حدود ومبادرات بلا توقف ، فلنجعل الجمعة نورا نلتمس من معينها طريقنا لحياة أفضل وسبيلنا في اتصالنا بربنا واقتدائنا برسولنا الكريم وصناعة نماذج من أنفسنا وأبنائنا وأبناء مجتمعنا.

وإلى لقاء آخر

تعليقات