إنسانية النهضة في عمان ، بناء فكر وتربية ضمير د. رجب بن علي العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

إنسانية النهضة في عمان ، بناء فكر وتربية ضمير
د. رجب بن علي العويسي
‏24‏/11‏/2013‏ 07:00:56 م
لقد عززت إنسانية النهضة في عمان قيمة الفكر البناء والمعلومة المفيدة  فأتاحت للإنسان فرص الاستفادة من تراثه وتوظيف موارده من أجل بناء مستقبله ، وأعطته مسؤولية الدور في البناء للثقة في قدراته بأنه القادر بعون الله على بلوغ الهدف، لذلك وجهته إلى أن يكون أكثر حرصا على استغلال فرص البناء المتاحة، وتحقيق التوازن في تقييمه للأوضاع ونظرته للأمور وقناعته بما يطرح في الساحة الدولية والإقليمية وما يحصل فيها من تجاذبات بمختلف مجالاتها وما يتبع ذلك من تساؤلات حول الدور العماني في التعامل مع القضية أو الحدث، فإن بناء الجانب الفكري في الإنسان العماني  تبعه بلا شك نهج عملية لترسيخ منطق الحوار والتسامح ومنهج التواصل وتحكيم المبادئ والمثل العليا الراقية في إدارة قضايا الشعوب والتعامل مع أحداث العالم لذلك برزت الخصوصية العمانية في الحكمة والتصرف في المواقف ووضوح النُهُج التي تؤكد على الحق والعدل والإنصاف وحرية الشعوب في تقرير مصيرها، وهو أمر استدعى أن يمتلك الانسان العماني الثقافة الواعية والمهارات النوعية والمنهجية السليمة في التفكير والعمل وتأكيد التقييم المستمر والمراجعة للسياسات والخطط والبرامج، وهي في حد ذاتها دعوة لبناء الفكر وترسيخ منطق التفكير السليم، والحكمه في إدارة القضايا والتفاعل مع الأحداث والالتزام بالمبادئ السامية والأعراف الحضارية الراقية والمحافظة على سلوك التوازن  في التعاطي مع الاولويات والقضايا المعاصرة ، وقد عززت ذلك النهضة المباركة من خلال ما أتاحته من فرص التعليم والتدريب والتثقيف والتأهيل،
ومكنت الاستراتيجيات التي انتهجتها نهضة عمان الحديثة في اكثر من أربعة عقود الإنسان العماني من الإنفراد بالعديد من الخصال التي أصبح يتميز بها ويزدان بذكرها ، فكان الحوار والتسامح والتفاعل الحضاري العالمي والمشاركة في كل الجهود الدولية وتغليب منطق السلام وحل المشكلات بروح التآخي والتسامي والتسامح، كما إن تعويد النشء على الاختيار ومنطق الحصول على الحقوق وطريقة التفاعل مع الأحداث، مكتسبات فكرية أوجدتها النهضة العمانية ورسختها في قناعات الإنسان العماني فأصبح الانموذج الذي يضرب به المثل في العالمين، مع ما صاحب ذلك من تأكيدها على أن يمتلك الإنسان العماني عمق القراءة الموضوعية والتحليل لتراثه وتاريخه وجهود العالم في مختلف مجالات الحياة،  وفي المقابل فإن  قيام النهضة على مبادئ الحق والعدل واحترام الاخر أعطت جانب الضمير أهمية كبيرة تكاملت في ظلها عقود النهضة وسلاسلها الذهبية ، فإن سياسة الالتزام بالمبادئ والمحافظة على القيم كانت ولا تزال الوجه المشرق على أركان هذه النهضة ممزوجه بالايمان بالله والعقيدة الصحيحة والفكر المتزن وروحانية النهضة في تمسكها بمبادئ الدين الحنيف، إذ أن الغاية من هذه النهج بناء الضمير الإنساني المعزز بقيم الأمانة والمسؤولية، ويصبح مدار العمل في حركة التكامل بين الفكر والقلب والروح والجسد يرجع إلى كون الإنسان العماني هو  التجسيد  الفعلي لخطط التنمية وبرامجها ،
وأدى عمق التقارب والانسجام الحاصل بين القيادة والشعب  إلى تعزيز التكاملية في البناء الإنساني، وجعل من هذا الالتقاء الروحي والإحساس الفطري من القائد المفدى، باحتياجات شعبه فرصة للوصول الى معالجات مستدامة للعديد من أجندة العمل الوطنية والتي يتربع النشء والشباب في أولويتها، وأن بذل الإنسان العماني للجهد وتحقيق مستويات عالية من الانتماء والولاء يرتبط بجوانب أخرى نفسية لدى الفرد المواطن، وعندما يزول هذا الحاجز النفسي ويتم الشعور بالمواطن كإنسان له مشاعر وأحاسيس وتعتريه الكثير من الأحداث والتغيرات عندها يمكن تهيئة هذا الإنسان لمهام أعظم وغايات أسمى ويمكن أن يتحقق منه المطلوب بدون رقابة أو متابعة فتصبح الرقابة الذاتية والشعور بالمسؤولية والحس الوطني والرغبة في التجديد والتطوير كلها نواتج لهذه العلاقة وعنوان لهذه الثقة وترجمة لهذا الشعور،

 إن الاوامر السامية الاخيرة لهي ترجمه واضحة لما أشرنا إليه سابقا  في بناء الإنسان العماني في ظل متغيرات وأحداث متوالية، وتربية النفس ودعوة لها نحو التماس الحق والإخلاص في الانجاز والايجابية في التفكير والاتزان في التعاطي مع قضايا الإنسان والتنمية والوطن، واليقين بأنها في فكر القائد واهتماماته، وعندما يجد الإنسان المواطن هذا الرقي في الفكر والتربية الأبوية من قبل القائد  المفدى فإنه يتربى في ذاته حبه والشعور بإنسانيته كمواطن على هذه الأرض المباركة، ويترجم السلوك الحسن ما بداخله من أحاسيس ومشاعر جياشة تفيض بها النفس حبا وولاء للوطن وللقائد المفدى جلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه.

تعليقات