يوم المرأة العمانية حوار الإنسان من أجل وطن الإنسان د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


يوم المرأة العمانية  حوار الإنسان  من أجل وطن الإنسان
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
15/10/2012
6/7/2013 12:15:43 AM
يحتفل وطننا الحبيب اليوم السابع عشر من أكتوبر بيوم المرأة العمانية، هذا اليوم الذي يكن له كل أبناء الوطن التقدير والاحترام والاجلال ،  هذا الاحتفال الذي لا ينبغي أن ينظر إليه بمنظور سحطي تقليدي يوم تقام فيه احتفالية، أو يدشن فيه برنامج عمل، أو مجرد سرد منجزات النهضة وما قدمته للمرأة العمانية، أو يوم يتم فيه استذكار واقع المرأة في عصر النهضة، إنه يوم ليس بمنظور عادي بقدر ما يحمل في طياته دلائل ومؤشرات تحكي جانب الكيف أكثر من جانب الكم،  تحكي جانب السلوك والقيم والقناعة والتمكين أكثر من جانب ما وصلت إليه المرأة العمانية من مناصب قياديه أو ما دخلته في معترك الحياة المهنية، إنه يوم ينظر إليه بمنظور نوعي تقييمي ذاتي وتشخيصي لواقع الوطن في نبض المرأة في سلوكها وفي حياتها وفي عطائها وفي أبنائها، كيف يمكن رؤية الوطن من خلال المرأة، كيف تفهم حقيقته مع نفسها، وكيف تتفاعل ذاتها مع برامجه وسياساته وخطواته ، وكيف يتعايش الوطن في ذاتها ومع فلذات اكبادها، إذ بقدر ما للوطن غفي وجدان المرأة بقدر ما يمكن أن يترجم سلوك المرأة كل حب وعشق للوطن هذا العشق الحميمي الذ يظهر في كل تجليات اليومية، في سلوك الإنسان الذي هو ابن المرأة الإنسان، في فكر الإنسان الذي هو إبن المرأة الإنسان، هو انتماء وولاء وحرص الانسان وصدق انتمائه ، فهو ابن المرأة الإنسان التي أرضعته حياة الرجولة والشهامة ، أرضعته حب الوطن، حب القائد، حب الحياة والتفاؤل ، فكب ما يحصل في الحياة هو نتاج المرأة الإنسان التي بدونها لا يمكن أن يوجد الإنسان،
إن احتفال السلطنة بهذا اليوم  ليس لأن الوطن لم يقدم للمرأة  ما تستحقه، وليس لأن المرأة العمانية لم تنل على حقوقها، وليس لأن المرأة العمانية لم تحظى باهتمام النهضة، فكل ذلك كان ولا يزال، بل جاء من أول يوم بدأت فيه نهضة عمان الغراء،  إن الاحتفال بيوم المرأة العمانية تأكيد للدور والمسؤولية التي تقوم بها المرأ العمانية من أجل الوطن،  كونها شراكة الرجل في التنمية فالرجال والنساء جميعهم وبتكاملهم من يستطيعون بناء منظومة المجتمع،  هذا الدور وهذه المسؤولية التي يفترض أنها بلغت شأنها في نفس المرأة العمانية وفكرها  في مستوى الوعي المتحقق لديها في تعاملها مع طبيعة التنمية ومتغيرات المجتمع، وبناء منظومته الاجتماعية والاخلاقية والفكرية والثقافية والتربوية، هذا الوعي الذي يفترض أن يكون اليوم قد عزز من قدرة المرأة العمانية على أن يكون لها وجودها ليس في المؤسسة فحسب بل في كيان الأسرة ، وبناء قيم المجتمع، وتعزيز قيم المواطنة والسلوك الايجابي القويم في نفوس الأبناء،  هذا الدور الذي يفترض أنه استطاع أن يسهم في بناء رؤية الشراكة الحقيقية من أجل أسرة ناجحة سعيدة ومجتمع متفاعل متعاون، وتعليم يبدأ بدور المرأة وهي تحتضن أطفالها، ودور الأسرة التي ترعى هؤلاء الأبناء، ثم تنطق إلى المدرسة والتي يجد الطفل المرأة أنها أول من يستقبله لمواصلة مشوار حياته الدراسية،
عليه فإن احتفال وطننا بهذا اليوم إنما هو تأكيد على دورك أيتها السيدة العظيمة، على أنك الأساس في بناء الحياة واستمرارية الوجود وتحقيق السعادة الأسرية، وبناء نمط مجتمعي قائم على الحوار والتواصل والحب والتعارف والتعاون والحرص على تربية أبناء الوطن وفلذات الأكباد، وهو في حقيقة الأمر دعوة لك أيتها السيدة في أن تستفيدي من كل الفرص المتاحة لك في البيت والمجتمع والدولة والتشريع من أجل  المساهمة في تحقيق وطن السلام والحوار والتواصل والشراكة،  وبالتالي فهو دعوة لك بأن تحافظي على هذه المسؤوليات وتعملي على اعادة صياغتها بشكل يجعل منك السيدة الواعية والحريصة على بناء وطنها ومستقبل أبنائها، والقادرة على مساندة الرجل في بناء حياة قادمة ملئها الحب والتعاون والصراحة،
إن متغيرات الحياة وسرعة تطورها وفي ظل واقع مشوب بالقلق يأتي دورك لتكوني أنت الشمعة التي توقد الحياة بهاء وبهجة،  لتكوني وطن الأمجاد، وحضن الحياري ، وصانع التنمية ، ولتثبتي  بأنك أنت القادرة على فهم متطلبات الحياة ، ومتغيراتها، وإيجاد لحن جديد يمتع الوطن ببهجته، إن تحقيق  ذلك يتطلب منك مبادرة من أجل الحياة، ونبضا من أجل وطن،  وابتسامة من أجل سعادة، وقلما من أجل عطاء وانتاج، وقيما من أجل كريم خلق وحميد خصال، لتطوني قدوة لأبنائك وبناتك، حريصة على مستقبلهم، حريصة على التزامهم، حريصة على أخلاقهم، حريصة على سلوكهم، حريصة على قدرتهم على فهم ما حولهم ومن حولهم، لتكونبي أنت المربية والناصحة والمعلمة والحاضنة .
ولا شك فإن كل الفرص التي أتاحتها الدولة لك إنما من أجل التمكين لبناء قدراتك وتعزيز مستوى الوعي الاجتماعي لديك/ هذا التمكين الذي يفترض لأن يثمر على شكل نماذج عمل مضيئة في حياة الرجل والاب والابن والوطن، نماذج ترقى بالفكر على مستوى الاسرة والوظيفة والوطن، إن المطلوب هو
إن الاحتفال السنوي بيوم المرأة العمانية ينبغي أن يكون بمثابة تقييم  لدور المرأة في كل المجالات ، وكيف ترجمت مفهوم التمكين على شكل ممارسات ايجابية يشعر بها كل أفراد الأسرة،  ومدى استفادتها من الفرص المتاحة  في توجيه دورها لبناء وطنها وغرس سلوك المواطنة الحقة،  وبالتالي فهو بمثابة  عملية ربط  بين ما تحقق للمرأة وما حظيت  به من اهتمام، بما يمكن أن يتعزز لديها من وعي  اجتماعي واقتصادي وثقافي وفكري ، وعلاقة ذلك بمفهوم التمكين  في مجال حياتها الاسرية والاجتماعية وقدرتها على التفاعل مع كل المعطيات والمتغيرات بروح متفائلة وأجندة عمل نوعية تظر في سلوك الأسرة والأبناء والمجتمع،  وبالتالي في مستوى الثقة التي يمكن ان يمنحها الرجل للمرأة في إطار  تشخيصه لسلوكها، وفهمه لتوجهاتها، وشعوره بغاياتها ومقاصدها، وقدرتها على ضبط سلوك الحياة اليومية وتوجيهه لصالح القيم الحميدة والخصال المجيدة ،
ان تفاعل المرأة العمانية مع تلك الحقائق المجتمعية الماثلة، وقدرتها على أن يكون لها رأي ودور عملي واضح، يستوعب كل المتغيرات الأسرية، وسلوك الأبناء، وانشغال الأب وطبيعة الأطفال المتغيرة، وقدرتها على وضع تصورات لحياة سعيدة ملؤها التفاعل والترابط والتكامل هو  ما سيكون له أثره في بناء الحوار الإنساني مع الرجل وقدرتهما جميعا على بناء روح الشراكة القائمة على الود والاعتراف والفهم والتفاهم  والجلوس معا على طاولة واحدة، وبالتالي فإن قدرة المرأة العمانية على منع الازدواجية الحاصلة في التربية الاسرية والتواصل الاجتماعي  وازدواجية التعامل مع القيم يستدعي أن تؤدي المرأة دورا محوريا في التربية الخلقية والتربية الايمانية والتربية الحوارية والتربية المواطنة والتربية السلوكية وهو ما لا يتأتى إلا من خلال القناعة والحرص على ان تغير الدور لا يعني التخلي عن المسؤوليات الاساسية في حياتها.

وإلى لقاء آخر

تعليقات