حوار الشباب بحاجة إلى مؤسسة تحتضنه ،،،، د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com



حوار الشباب بحاجة إلى مؤسسة تحتضنه ،،،،
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
30/6/ 2012م
‏29‏/04‏/2013‏ 11:40:59 م
هل ستشهد الفترة القادمة إنشاء مركز السلطان قابوس للحوار وبناء قدرات الشباب؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مقالي هذا أبدأه بهذا الحلم الوطني الذي أتمنى أن يصبح حقيقة، وكأني أراه رأي العين، كم نحن بحاجة إلى مركز وطني للحوار باسم " مركز السلطان قابوس للحوار وبناء قدرات الشباب" يشرف عليه مجلس الوزراء ويضع بين أجندته معالجة العديد من القضايا المجتمعية ذات العلاقة بالتعليم والأمن والقانون والتنمية والثقافة والفكر والاقتصاد والسلوك العام، ويهدف إلى  توفير البيئة الداعمة للحوار الوطني  بين أفراد المجتمع ومؤسساته المختلفة بما يحقق الصالح العام وذلك من خلال  ترسيخ مفهوم الحوار وسلوكياته  في المجتمع ليصبح منهج عمل لمؤسسات الدولة وسلوكا ممارسا لأفراد المجتمع في الأسرة ومواقع العلم والعمل والإنتاج، وبلورة رؤى إستراتيجية موحدة للحوار الوطني وتفعيل مخرجاته  وتعزيز دور الشباب في التنمية والتطوير وتقريب وجهات نظرهم في القضايا التي تهمهم وذات العلاقة بمستقبلهم على المدى المنظور باستخدام أساليب قائمة على الندوات واللقاءات وحلقات النقاش من خلال معالجة كل القضايا الوطنية بأسلوب حواري تفاعلي  تشاركي وطني تضم فيه أصوات الجميع . إن مما لا شك فيه بأن المنظومة العمل الوطنية وبعد أحداث 2011م شهدت تطورا إيجابيا في محاولة بناء نماذج مضيئة في العمل الوطني الشبابي وبرزت على السطح جهود ملموسة واضحة ومبادرات فردية وجماعية تقوم بها مؤسسات الدولة الإعلامية منها والاجتماعية والتعليمية والاقتصادية وغيرها، تمثلت في إيجاد بعض المنابر الحوارية التي تستهدف تبادل وجهات النظر مع الشباب في كل قضايا المجتمع وبشكل خاص القضايا التي تهم الشباب ومسؤولياته الوطنية ودوره في قضايا التنمية والتطوير والابتكار والتعامل مع التحديات، حتى أخذ ت كل مؤسسة على عاتقها تبنّي أجندة عمل إما بإيجاد منبر رسمي يتم التواصل فيه مع الشباب أو من خلال الندوات وحلقات النقاش واللقاءات التي تمت بين الشباب والمسئولين في تلك المؤسسات، أو من خلال اللقاءات التي يقوم بها أعضاء مجلس عمان الموقر، وهناك جهود إيجابية قامت بها مبادرات الشباب من اجل إيجاد مؤسسات وبرامج تحتضن عمل الشباب وتسعى الى الاستفادة من توجهاته وأفكاره وصياغة نماذج ايجابية من العمل الوطني الشبابي المشترك، لا شك أن هذه الجهود والمبادرات تحتاج إلى دعم ومساندة ووقوف معها ومحاولة تأطيرها في إطار منهجي واضح ومحدد، حتى لا تكون سحابة صيف تتقشع بمرور الوقت عليها، أو بذهاب أو تحول أصحاب المبادرة أو بأي سبب كان، ما نتمناه من هذه المبادرات والجهود الاستدامة والاستمرار وأن يكون لها نهج عمل واضح وأن ترسم للشباب مستقبل واضح وأن تتفاعل مع طموحاته وأفكاره واتجاهاته ورغباته بحيث تشكل بدورها الرصيد الذي ينطلق منه الشباب لبناء الوطن وتحقيق الطموح، وعلى هذا فإن هذه الدعم كما أسلفت  ينبغي أن يتوج بإنشاء مركز وطني للحوار يكون بمثابة المرجعية لكل الحوارات التي تتم مع الشباب في الداخل والخارج ، مع الشباب وبينهم، بحيث يعمل هذا  المركز على تأطير العمل وتحديد التوجه ورسم السياسات وتعزيز التكامل في الأدوار بين كل الجهود الفردية والجماعية والمؤسسية، ثم والاهم من ذلك أن يعمل هذه المركز على احتضان أفكار الشباب بكل أنواعها ومجالاتها ومحتوياتها ودراستها وبلورتها في إطار عمل محدد وقرارات واضحة ولجان عمل محددة وفرق ميدانية، وبالتالي يتوقع أن يكون هناك رصيد ثري من الأفكار والمبادرات والابتكارات التي تسهم بلا شك في بناء الوطن وتعزيز جهود التنمية وتحسين الأداء المؤسسي ومراقبة ومتابعة أي انحراف قد يحصل من المؤسسات عن الطريق الذي رسمه لها المجتمع( السياسة العامة للدولة) ، وهو ما يعني أن يشكل هذا المركز المرجعية الرئيسية التي يعول عليها كل ما يتعلق بالشباب في عمان، بل حتى في التواصل الشبابي العماني في الخارج ومع الطلبة العمانيين المتواجدين في الجامعات والكليات والمؤسسات العالمية المختلفة . في تقديري فإن العمل الحواري الوطني الذي مر عليه تقريبا عام وزيادة بحاجة إلى تقييم في كل مجالاته ، تقييم يتناول موضوع الحوار والمجالات التي عالجتها المنابر الحوارية ثم بحاجة إلى تقييم ما أنجز وما لم ينجز أين نحن من تحقيق الهدف؟ وهل حققناه فعلا؟ وما الذي ينقصنا؟ ماذا تم بعد حوار الشباب وغيره من المنابر الحوارية، وما نصيب الحوار الالكتروني الوطني وهل تم الاستفادة منه كل هذه القضايا؟ لا شك بان المركز سيتناول هذه التساؤلات وغيرها بكل حيثياتها وتفاصيلها وجوانبها ، نأمل أن تشهد الفترة القادمة مثل هذا التوجه الذي نبني عليه الكثير من الآمال العريضة التي نتوقع أن يقوم بها المركز إذا توفرت له الكفاءات العملية الشابة التي تديره، وأملي أن يكون هذا المركز باسم مولانا جلالة السلطان المعظم، فإن النهج الذي رسمته جلالته أعزه الله للحوار وبناء منهجياته وفق أسس ومعايير واضحة ومبادئ وقناعات محددة واضح للعيان ويلمسه كل من على ارض هذا الوطن، كما أنه النهج الذي رسمه جلالته لعمان الحضارة والتطور والتقدم في السياسة الداخلية العمانية أو في السياسة الخارجية التي تؤكد على الحوار والتواصل والتفاعل بين الشعوب والأمم والحضارات وتغليب منطق الحوار والتسامح لكونه الأعلى والأسمى.
وإلى لقاء آخر

تعليقات