حرية الإعلام المسؤول لا تعني إنكار حقائق النجاح؟ د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com




كلنا يعلم الرؤية السامية لمولانا جلالة السلطان المعظم أعزه الله وتوجيهاته السامية لتعزيز مفهوم الحوكمة والشفافية الإعلامية في رصد الحقائق، وإعطاء مساحة واسعة للشباب والمواطن على أرض هذا الوطن للتعبير عن رأيه في إطار القانون، وتوجيهاته للأعلام المسؤول الذي يؤصل الحق والحقيقة ويعلي من شأنها في إطار متوازن يتجاوب مع طموحات الشباب والمواطن من جهة ويسلط الضوء على الجوانب المضيئة في الموضوع من جهة أخرى ويقدم البدائل والمرئيات والمقترحات التي تثري التوجه وتعمق التفكير وتساهم في معالجة المشكلة وتؤصل ثقافة النقد البناء الواعي الهادف ، غير أن هذه الحرية المتاحة للإعلام لا تعني بأي حال من الأحوال ابتعاد الإعلام عن رسالته الوطنية الداعمة للبناء والتجديد والتطوير والشراكة ولا انقياده أو انحيازه لرأي الأفراد بهدف كشف الحقيقة دون أن يضع لجهات الاختصاص أو مؤسسات الوطن اعتباريتها وقدسيتها واحترامها، حرية الرأي الإعلامي هي حرية مسؤولة منظمة ومقننه ينبغي أن تساهم في تعزيز جهود مؤسسات الدولة ونقل الصورة الصحيحة للواقع مدعمة بالأدلة والشواهد غير منكرة للجميل والانجاز المقدم والمبادرات النوعية الفردية والجماعية في أي مجال من مجالات التنمية وفي أي وقت تمت منذ الثالث والعشرين من يوليو عام 1970م، في الفترة القريبة سمعنا من يتحدث عن التغيير ومن أراد أن يتم التغيير من الإعلام ومن جاء هو ليغير من سياسة الإعلام وكان لذلك أثره السلبي في كثير من الأحيان في تأثيره المباشر ووقعه على المواطن والرأي العام، فإذا كان الإعلامي أو المذيع أو الصحفي لا يلقي للكلمة التي يقولها اعتبارها، ولا يحترم وزنها وطبيعتها ووقتها ، ويتلفظ بألفاظ تم عن أنه لم يكن هناك جهد في هذا المجال أو ذاك بذل على مدى الأربعين سنة الماضية وأن الجهد هو فقط جاء بعد نتائج عام 2011م فهذا عين البعد عن منهجية الصواب ، وإذا سعى الإعلام لتكريس هذه الحقيقة ففي تقديري أنه يتجه منحى خطيرا بدأت تظهر نتائجه في كثرة الشائعات المغرضة والافتراءات التي تقال في نظام الدولة ومسؤوليها وفي سياستها وخصوصيتها وبدأنا بين حين وآخر نسمع دعوات تتردد بين المواطنين تؤكد أن مصدر هذا الخبر أو ذاك هو الإعلام، في تقديري أن الأمر ينبغي أن ينظر فيه بتعمق بالغ وبرؤية مستقبلية فاحصة ، فالرسالة التي ينبغي أن يغرسها الإعلام الوطني اليوم هي تعزيز اللحمة الوطنية وتأكيد الترابط والتكافل والتعاون ، وتعميق روح المواطنة في نفوس كل من على ظهر هذه الأرض المباركة الطيبة وترسيخ قيم المسؤولية والانتماء الوطني وأول ما يمكن أن يعزز من هذا الجانب تذكير المواطن بكل الجهود التي تبذلها مؤسسات الدولة والقائمين عليها ليست منة ولا هبة ولكن من حق المواطن أن يعرف ذلك، فإن الجهود التي تبذل من خلف الكواليس من اجل هذا الوطن وأبنائه الأوفياء  أكثر من أن تحصى أو تستقصى، وبالتالي تبقى نجاح الرسالة الإعلامية في نوعية وطبيعة ومهارة وسياق خروج الكلمة من أفواه الإعلاميين والقائمين عليه أو من يتم  استضافتهم في برامج الإعلام والمنابر الحوارية المتعددة، في تقديري نحن بحاجة لصياغة رسالة إعلامية واضحة ومسؤولة وصريحة ومتزنة لا تتنكر للماضي ولا تذكر منجزاته على استحياء ولا تتملق لفترة وجيزة بأنها كانت الخلاص ونهاية حقبة معينة وفي نفس الوقت تعترف بأن هناك قصورا يجب على الجميع المشاركة في تجاوزه ومعالجته وتغليب لغة الحوار والتواصل والرأي والرأي الآخر ليكون السبيل لحل كل مشكلة أو لتجاوز كل محنه، نحن مع الإعلام المسؤول الذي يعطي كل ذي حق حقه ويضع الأمور في موضعها السليم ويؤصل ثقافة الانتماء والوجدان الوطني في نفوس أبناء هذا الوطن كم نحن بحاجة لبرامج تستقدم نماذج مضيئة وممارسات حسنة وقيم رفيعة وأسلوب راق قام به أبناء الوطن كل في مجال اختصاصه، وكم نحن بحاجة في منابر الإعلام الحوارية لبناء منظومة العمل الوطني المشترك القائم على التعاون والاحترام والاعتراف تقدم البديل وتؤصل السليم في القول والعمل وتسهم في بناء جسور الثقة بين الإعلام والمواطن وليكون كل واحد من هذا الوطن العين الحارسة والقلب الوفي واللسان الصادق والحس الوطني لهذا الوطن الغالي ومقدساته وترابه ، حفظ الله عماننا الغالية ومولانا المعظم  ودمتم بخير  
وإلى لقاء آخر

تعليقات