إرادة التغيير في مواجهة التحديات: نقطة التحول ،د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


إرادة التغيير في مواجهة التحديات: نقطة التحول

كيف يمكن أن نقرأ رمضان المبارك ويوم 23يوليو المجيد  ضمن هذا الإطار
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
ملاحظة: تم نشر هذا المقال في صفحتي في الفي سبوك في رمضان  1433هـ / يوليو 2012م،
‏25‏/04‏/2013‏ 02:41:30 م
أقبل رمضان الخير وفي أثوابه يحمل أملا يحمل مجدا يحمل كرامة يحمل عزة يحمل عطاء يحمل فوزا ونجاحا، يحمل أساليب التربية والتوجيه والرعاية والاهتمام بالإنسان الذي هو خليفة الله في أرضه، إنه موجه لسعادة الإنسان وتحقيق آماله وتلبية رغباته في الوصول إلى الجنان وتحقيق الهدف الذي وجد من أجله " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، أقبل رمضان وهو يحمل معاني عديدة ودلالات كبيرة، وأهداف سامية قد نعرف بعضها وقد ندرك حقيقة جزء منها إلا أنها تغيب علينا فهم ومعرفة كثير من جزيئاته، وما يكتشفه علماء الصحة والاجتماع والتنمية والتطوير والتربية والفكر والدين والاقتصاد حول رمضان وتأثيره الايجابي في كل مجالات الحياة الإنسانية لهو أكبر دليل على هذا التكريم الذي يحظى به الإنسان من رب العالمين، وإذا كان رمضان يحمل هذه المعاني العظيمة والدلالات والأهداف السامية فإننا نستلهم منه طريق الحياة ومنهج العمل وسبيل التقدم والبناء ومعيار التنافس وحقيقة الهدف، هذه الغايات السامية من رمضان وما يحمله من خير ومن إيجابية وتفاؤل بمستقبل الإنسان تأتي في وقت نتذكر فيه يوما خالدا على قلب كل عماني، ألا وهو يوم الثالث والعشرين من يوليو المجيد، يوم انطلاقة مسيرة الخير بقيادة ابن عمان البار وقائدها الملهم مولانا وسيدنا جلالة السلطان المعظم أعزه الله، وإذا تتبعنا كل المبادئ والقيم والأهداف التي أكد عليها رمضان، نجد بأن هذه النهضة المباركة سطرت في كل خطواتها هذا المنهج السليم وجعلت العمل الجاد المنتج وتحقيق الهدف وبناء الإنسان هو الطريق لبناء مستقبل الأمة، رمضان يعلمنا معنى الهدف والنهضة العمانية قامت على أهداف واضحة ومرئيات دقيقة ومنجزات سطرتها نتاجات العمانيين على مدى أربعة عقود وأكثر، رمضان يعلمنا الصبر والتحمل وتقدير الانجاز والعمل المسؤول ومراقبة الذات، وهي مبادئ قامت عليها هذه النهضة المباركة، في سرد حثيث لمرارة الزمن الذي عاشه العمانيون قبل عام 1970م، تتكشف للنفس في ذات الوقت تردي الأوضاع وتدهور الحياة وتحديات الواقع المريرة المحزنة، فمقومات البنية التحتية بالرغم من وجودها في أعماق الأرض إلا أنها تحتاج إلى موارد وإمكانات بشرية لاستخراجها وقبل ذلك هي بحاجة إلى توفر مقومات الأمن والأمن والاستقرار والبيئة التي تعزز الإنتاج وتولد الابتكار، فلم تكن إذا ظاهرة للعيان، ولم تكن ملامسة لحياة الإنسان، كما أنه لا وجود لدولة قوية ونظام يتفاعل مع العالم، ولم يكن هناك وجود لدولة بالمفهوم العصري مدركة لدورها الإنساني ومسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية

وإذا تحدثنا عن التضحيات فرمضان هو الذي رسم حقيقة تضحيات الأمة ومنهج عملها فقد أبلى رسول الله صلى الله علية وآله وسلم فيه بلاء حسنا وقدم فيه المسلمون الكثير من الأنفس والأموال والتضحية من اجل إعلاء كلمة الله، وهذه النهضة المباركة قامت على تضحية أبناء عمان ، لقد تعهد ابن عمان البار وشعبه الوفي بالتغلب على كل التحديات  وتحمل على عاتقه الكثير من المشاق والصعاب ولكنه كان أسعد ما يكون، كان يجد في خدمة عمان والولاء لها وخدمة شعبها راحته واستقراره وسعادته وهي الدواء لكل داء والشفاء من كل مرض وقد ورد في النطق السامي ما يؤكد الوقوف عند تلك الفترة وأخذ المضامين منها، ليكون الجيل القادم على معرفة ووعي بالجهد المبذول والتضحيات التي قدمه أبناء عمان لحياة جديدة مفعمة بالتفاؤل،  لقد أثمرت هذه التضحيات والجهود المخلصة التي قدمها العمانيون في كل ميادين العمل والإنتاج والصبر والتحمل من أجل بناء الدولة العمانية الحديثة، أثمرت نتائج إيجابية ولم تذهب سدى بل سطرها التاريخ كأحرف من نور، وإذا بالإنسان العماني اليوم يعيش على نتاج ما قدمه من إخلاص وتضحية للوطن، وما واجهته النهضة من صعاب وتحديات، وما أفرزته همة القائد وعزيمته الوقادة وحرصه على عمان وشعبها الأبي، فقد تحقق لعمان نصر الله، وعم الأمن والأمان وسادت الحرية والوئام والتقدم،

وإذا كنا نتحدث عن رمضان وبناء الإنسان والتنمية والتطوير فإن هذه النهضة قامت على هذا المبدأ، مبدأ الإنسان واحترام كرامته وتقدير انجازه،  متطلعة إلى الإنسان على أنه من يستطيع أن يبني ويطور ويعمل وينتج واتجهت إليه على أنه الخلاص في كل شيء، لقد كان الله يعلم ما يدور في خلجات النفوس ويعلم ما يدور في النفس من رغبة في التحول والتجديد من أجل بناء الإنسان وبناء الأوطان، ليؤدي الإنسان العماني دوره من جديد في ظل وطن الحرية المسؤولة ووطن الإنسانية ووطن الأمن والأمان والوحدة والوئام.
وإذا كنا نتحدث عن رمضان وبناء النفس التواقة إلى الكرامة والعزة ، فإن نهضة عمان المجيدة رسمت منذ بدايتها هذا الطريق في بناء الداخلي وتواصلها الخارجي وعلاقاتها الدولية فمع القناعة بأن التحديات التي واجهت النهضة كبيرة وكانت في شدتها وقوتها فإنها انطلقت من منهج رباني طريقها إلى بناء الدولة وبناء الإنسان، وهي في كل ذلك كانت تحتاج إلى مزيد من الابتكارية في الأسلوب والحكمة في التصرف، فما كانت لها أن تشكل جدارا منيعا ضد قيام النهضة. لقد كانت الإرادة موجودة وكانت القيادة التي من الله بها على هذا الوطن الغالي والمتمثلة في مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم حفظه الله ورعاه هي فاتحة الخير ومبعث النور وسر الحياة ومنهج العمل، وضياء الحق بعد انبلاجه، وظهور الفجر بعد أن زال الظلام الدامس من على هذه الأرض الطيبة، لقد كانت عمان على موعد مع النور، كانت على موعد مع النهضة وصانع النهضة الذي آل على نفسه أن يقوم بالمسؤولية بهدف عمان وشعب عمان الذي أحبه بكل قلبه فأصبح جلالة السلطان المعظم يجري في وجدان الشعب كجريان الدم في العروق، لقد تعهد بالتغلب على هذا وتحمل على عاتقه الكثير من المشاق والصعاب ولكنه كان أسعد ما يكون، كان يجد في خدمة عمان والولاء لها وخدمة شعبها راحته واستقراره وسعادته وهي الدواء لكل داء والشفاء من كل مرض وقد ورد في النطق السامي ما يؤكد الوقوف عند تلك الفترة وأخذ المضامين منها، ليكون الجيل القادم على معرفة ووعي بالجهد المبذول والتضحيات التي قدمه أبناء عمان قمنا لحياة جديدة مفعمة بالتفاؤل، كل هذه المبادئ التي علمنا فيها مولانا معنى الصبر والمسؤولية والتضحية والعطاء للوطن بلا توقف والانجاز بلا حدود والعمل بإتقان والتضحية من أجل بناء الذات والآخر، والعمل وفق مبدأ ورؤية وخطة وإستراتيجية وتوقعات بالنتائج، والسير وفق رقابة ذاتية للنفس ومحاسبة لها على التقصير، هي مبادئ وقيم أكد عليها منهج القرآن وسيرة سيد الرسل في التعامل مع رمضان، ومنهج العمل فيه، وكيف يكون رمضان الطريق لتحقيق التقوى والوصول إلى الجنة وإصلاح النفس وتجديد العمل.
وهكذا كان هذا اليوم المبارك الثالث والعشرين من يوليو، الذي شع على عمان انطلق على بصيرة من الأمر وطريق من الهدى وتمثل رمضان وما يحمله من منهج وأسلوب عمل لتترجم في ظل منهج سامي ورؤية سديدة وعمل محكم وسعي لبناء الإنسان وسعادته، وما على أبناء عمان غلا أن يستلهموا هذه المعاني العظمية والقيم النبيلة في حياتهم وفي بناء وطنهم .
حفظ الله مولانا جلالة السلطان المعظم وتقبل منه صيام رمضان وقيامه وأعاده عليه وعلى أبناء هذا الشعب الأبي أعواما عديدة وسنوات مديدة،وكل عام والجميع  بخير
وإلى لقاء آخر

تعليقات