ادارة الأزمات والاختبار الذي لا يقبل الانتظار، من المسؤول؟ الدكتور . رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


ادارة الأزمات والاختبار الذي لا يقبل الانتظار، من المسؤول؟
ألسنا اليوم بحاجة لتقييم المنجز في ظل منحى الأولويات؟
..................................................................................................................
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي – rajab.2020@hotmail.com
13/11/ 2012م
‏12‏/04‏/2013‏ 09:20:05 م
.........................................................................................................
       موضوع طالما لم نرغب بالحديث عنه، ونعتقد في ذاتنا أننا بدأنا نفهم، ونعي، ونقيس الأمور ونزنها بمنطق واضح، وعمل متقن، وسرعة لا تقبل التأخير، وقرار لا يقبل التردد، وجهد لا ينتظر حدوث أزمة أخرى،  مرت علينا أحداث كثيرة وخرجنا منها بفضل الله ونحن في أحسن حال وبتكاتف أبناء هذا الوطن المعطاء ، وبحكمة من القيادة الحكيمة التي علمتنا تجاوز المحن والوقوف عند الشدائد، وحسن الأداء والعمل من أجل الإنسان والوطن،  مرت على وطننا أحداث كثيرة وفي قرارة أنفسنا أننا نتعلم منها شيئا، تعلمنا فعلا أشياء كثيرة وأدركنا قيمة أشياء كثيرة وبدأنا نخطو خطوات عديدة في مجالات بعضها حثيث وبعضها ما زلنا قد أغضضنا الطرف عنه، وبدأنا نتعامل معه باستحياء وبدون شعور بالحاجة الماسة إلى انجازه في أقرب فرصة ممكنه، اعتقدنا بأن الأيام تنتظرنا أو تخبرنا أو تحكي لنا حكايتها قبل أن تقرر ، ويطول انتظارنا بغية أن نجد شيئا مما خططنا له، أو مما قررناه، أو مما اعتقدنا بأننا لا بد وأن نحققه،   أمر لا اعتقد بأن أحدا لم يفهم مغزاه ولا توقيت طرحه، كيف نتعامل مع الأزمات، وماذا تعلمنا من الأيام الماضية، لماذا نتأخر في قراراتنا الاستراتيجية الجريئة ، ولماذا نغض الطرف عن بعض القضايا  البسيطة في نظر البعض بيد أنها كبيرة وعظيمة في حقيقة الأمر، كبيرة عندما تكون في حق الانسان ، وهي أكبر عندما تتعلق باستقراره وسعادته وأمنه وأمانه بل وحقه في الحياة أو في الوجود ،  قبل سنوات مرت علينا أحداث الأنواء المناخية وأدركنا ما هي أخطاؤنا ومواطن القصور لدينا ، فألزمنا أنفسنا بتصحيح المسار وحسن التوجه، وإعادة صياغة خارطة العمل، وقد عاهدنا أنفسنا بأننا سنكون في قادم الأيام في أحسن جاهزية واستعداد وعقدنا العزم بأن نكون أكثر همة وعملا في القريب العاجل، وقررنا أن نتخذ خطوات جريئة على الأرض بيد أنها كما قلت سابقا بدأت في بعض أجزائها وفي أجزاء أخرى ما زالت تعامل باستحياء وتردد وتخوف ، قررنا بأننا نحتاج لأن تكون لنا رؤية تقوم على توزيع مخزوننا الغذائي والمائي  في المحافظات، وعدم إقصاء الأمر على مسقط العاصمة، في حين أنها تعاني اليوم من أزمة المياة - وأننا سنبذل في إطار خطة استراتيجية سريعه ومستدامة في الوقت نفسه قصارى جهدنا خاصة في الأمور التي لا تقبل الانتظار، قبل أشهر كان العالم الداخلي والخارجي يتحدث عن أزمة البترول في صلالة أثناء فصل الخريف وبدأ الناس ينتقدون ويتساءلون ويتحاورون والأجهزة المعنية ترد باقتناع لدى البعض أو بعدم اقتناع لدى البعض الآخر بالتبريرات التي تقال من هنا وهناك، وأيا كان الأمر فنحن في وطن نحبه ويحبنا لا نرغب في المزايدة ولا في الالحاح على أن تخرج الإجابات بشكل واقعي مصحوبا بالدليل والبرهان فالوقائع والممارسات والمشاهدات خير دليل لدى المواطن الإنسان الحريص على وطنه والمحب لأمته، غير أن الأمر بالرغم من اقتناعنا بالمبررات التي رسمت حوله كان له تأثيره السلبي على جانب السياحة في وطننا واختبار لنا في قدرتنا على تجاوز الأزمات، دخول ما يقارب من 100.000 فرد أو سيارة لصلالة أو مسقط في وقت واحد ليس هي المشكلة، بقدر ماذا كان فهمنا لمعنى السياحة، وكبف كنا ندير القضية أن لو كان القادمين إلي صلالة أكثر من هذا العدد ، لا نريد أن نقلد الآخرين ولا أن نصرب مثلا بهم، فنحن لدينا خصوصيتنا وهويتنا وقد تعلمنا من مولانا المعظم جلالة السلطان أعزه الله أن الإنسان العماني  ينبغي أن يكون في موضع المسؤولية وأن يكون صاحب الصدارة، فالدولة المجاورة التي يأتيها في موسم واحد وفي وقت واحد لا يتجاوز الأسبوعين أكثر من 4 ملايين فرد كيف لها أن تتصرف وكيف لها أن تتعامل مع الوضع، وكيف أعدت العدة وكيف خططت، هل نحتاج للاستفادة من تجاربهم ألم نتعلم من تجاربنا السابقة ومواقفنا كيف نبني وطننا  وكيف ننجز وعدنا ومتى،  ، لا أرغب في الإطالة فالموضوع جد مهم ولا يقبل التاخير،  وانتهى موضوع أزمة البترول في فصل الخريف بعد عيد الفطر المبارك لتطفو على السطح مشكلة أخرى هي أزمة النفط في بلد النفط، منذ بداية أجازة عيد الأضحى المبارك بدأ الشح في وجود البترول الممتاز حتى نضب من محطات البترول في معظم المحافظات، على الرغم من أنها ليست حالات استثنائية فهؤلاء القادمون إلى محافظاتهم هم متواجدون بشكل اسبوعي تقريبا في المحافظات واستمر الأمر لفترات طويلة تجاوزت الأسابيع واليوم وأنا أكتب هذا المقال البسيط إذا  نحن أمام أزمة جديدة فمنذ أسبوع تقريبا طفت على الولاية الشمالية بمحافظة مسقط مشكلة المياة وانقطاعها عن المنازل في أجزاء كبيرة من ولاية السيب وأصبح البحث عن الماء هو الأولوية لدى اصحاب البيوت والقاطنين في تلك المناطق وبشكل خاص في المعبيلة والخوض والموالح بل تجاوزت قيمة تنكر الماء الواحد سعة 650 جالون  30 ريالا وقد حصل ذلك أمام عيني ، أزمة تلو أزمة لدينا المبررات ولكن ماذا لدينا على الأرض ، إلى متى ننتظر هذه المسلسلات الغريبة والعجيبة في  أمة أرادت أن يكون لها دورها الحضاري على النطاق العالمي،  إنه لأمر عجيب فعلا، أن تغيب هذه الأمور على سمع ومرئى من يتحملون مسؤولية هذا الوطن ، نحن بحاجة إلى قرار استراتيجي لا تراجع فيه بشأن إدارة أزماتنا، لا نحتاج إلى لجان واجتماعات وأفكار فهي موجودة منذ اربعين سنة تولى امرها والتخطيط لها مولانا المعظم وما علينا إلا أن نثبت له أننا على قدر الثقة التي اولانا اياها، وتحملنا معا مسؤوليتنا نحوها،  نعم لا نحتاج للجان ولا لمظاهر شكلية بقدر ما نحتاج لعمل متحقق على الأرض، نحتاج إلى استراتيجية  يشارك فيها كل إنسان على هذه الأرض المباركة من أجل عمان الدولة والإنسان، فقد أصبحنا لا نستصيغ ما يقال من أعذار ولا ما يسرد من حكايات ولا ما يثار من تصريحات ، نحن نحتاج لعمل وطني مشترك كيف نتعامل مع أزماتنا، إن موضوع كهذا لا اعتقد أنه من الصعوبة حله، أو من الاستحالة اتخاذ قرار جريء بشأنه،  لنعمل على إنشاء محافظ تخزينية على مستوى المحافظات جميعها بدون استثناء، مخزون للماء، مخزون للنفط، مخزون للغذاء، مخزون للأرز ومخزون للقمح والطحين، ومخزن لكل ما يحتاجه الإنسان ، حتى يسهل علينا التعامل مع كل ما يظهر على السطح من مشكلات بكل سرعة وأريحية وبدون اثارة الرأي العام، أو ما يكتب أو يقال في بعض القنوات الفضائية من أزمة الماء أو أزمة النفط أو غيرها في هذا الوطن الغالي، لا نريد أن يذكر اسم عمان إلا بخير، ولا نريد يقال شيئ عن عمان إلا ما يسر الخاطر ويبهج النفس ونفتخر به ونفاخر بوطننا في كل مكان ،  هذا الموضوع " إدارة الأزمات" ينبغي أن تكون نظرتنا اليه اشمل وأعمق ، وأسرع وأجدر بأن يحظى بأولوية في أجندة العمل الرسمي ، وأن تظهر على السطح مبادرات جديدة وجهود متنوعة تشكل بمثابة الأمل الذي يبدد لنا تلكم الأفكار السلبية التي بدت تراودنا من خلال ممارسات نشاهدها وحقائق نلامسها بأم أعييننا ، نحتاج إلى إعادة النظر في كل توجهاتنا وأفكارنا وممارساتنا الحاصلة في  موضوع إدارة الأزمات ، نحتاج إلى استراتيجية وطنية تضع الأمور على نصابها من خلال عمل متحقق ومشروع منجز وفعل ممارس، كفانا لجان عمل بلا عمل، وكفانا تصريحات بلا فعل ، دعونا ننجز لوطننا ما وعدنا به وطننا وأمتنا ولنقف جميعا مع كل توجه رسمته قيادتنا الحكيمة لنا في هذا الموضوع  بشرط أن نكون أكثر حرصا ووعيا ، مستفيدين من كل التحديات ، ومتفاعلين مع كل المواقف، ومدركين بأن الأيام القادمة تنتظر منا عملا استثنائيا فوق المعتاد، فجيل اليوم لا ينتظر اسبوع ليأتيه لتر البترول الذي يسكبه لسيارته او لقيادة دراجته، وجيل اليوم لا ينتظر الخبز ليأتيه من مسقط وهو يبعد عن مسقط أكثر من 1000 كم، وليس له الصبر في الانتظار ولا القدرة على أن يجوع أو يعطش، ولنتعلم من كل الأحداث والمواقف، ولنفهم مسؤولياتا في التعامل معها،  ولنعي بأن هذه الاختبارات هي من أجل نجاح متحقق وعمل راق ، وانجاز نفاخر به من على ظهر الأرض قاطبة ، دامت عماننا الغاليه بخير وحفظ الله مولانا وسيدنا جلالة السلطان المعظم.
وإلى لقاء آخر

تعليقات