![]() |
محو الأمية دلائل ومؤشرات - د. رجب بن علي العويسي 2012م |
اليوم العالمي لمحو الأمية ( 8/
سبتمبر)
هل من عمل منهجي مشترك ؟
وكيف يمكن أن نصنع من مبادراتنا
الوطنية المجيدة في هذا المجال مسار لمساندة العالم في التعامل مع هذا الموضوع؟
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
20/03/2013
07:33:54 م
احتفل العالم في الثامن من سبتمبر الجاري 2012م باليوم العالمي لمحو
الأمية، وسط دعوات وتوجهات لرسم خارطة واضحة للعالم لإيجاد الحلول لإشكاليات الأمية
التي ما زالت تعاني منها بعض دول العالم، حيث تشير التقارير الدولية إلى وجود حوالي 800 مليون أميّ لا يعرفون
القراءة وليسوا ملمين بالأرقام، نسبة 64 % منهم من الإناث ، وفي المقابل دعوة دولية إلى ضرورة وجود نظرة شمولية لموضوع محو الأمية في
ظل التحديات التي تواجه العالم في كل مجالاته ومستوى الوعي البشري بهذه المتغيرات
والتحديات، سواء في مجالات التعاملات
اليومية على المستوى الشخصي والمؤسسي وأن لا يكون النظر إلى هذا المفهوم في ضوء ما
هو حاصل في بعض الدول النامية من عدم القدرة على القراءة أو الكتابة أو الحساب، بل
من الضرورة البحث عن أطر أخرى تظهر اثر الأمية في تأثيرها على الأداء الحياتي والمؤسسي
كالأمية القانونية، والأمية في التعامل مع المرأة، والأمية الوظيفية، والأمية
القرائية، والأمية السياسية ومدى وعي الناس بمفاهيم السلام والشورى والعدالة
والانتخاب وأمية ضعف الوعي الاجتماعي فيما يتعلق بحوادث المرور والتعامل معها،
والتصرفات الحاصلة في تجاوز القانون والنظام،
الى غيرها من الاطروحات الجديدة التي تظهر بين فترة وأخرى وتندرج ضمن هذا
المفهوم،
إن الأمية تحمل في عالم اليوم دلالات ومؤشرات في بناء
الدول وتقدم الحضارة، وزيادتها أو توسعها تعني الحاجة إلى خطط وطنية وأجندة عمل
محددة لمعالجتها أو التقليل منها ، وإيجاد آليات وأساليب وبرامج في التعامل معها،
تعمل على الحد من انتشارها ومحاولة تجنيد كل الجهود من اجل تعزيز مستوى القرائية
لدى المواطنين، وتختلف نسب الأمية بين
السكان في سلطنة عمان بحسب الفئات العمرية حيث تزداد في الفئة العمرية (45 سنة فأعلى)، كما تختلف باختلاف النوع بين الجنسين ذكور وإناث لتزيد
لدى الإناث بنسبة (16.7) للإناث مقابل
(7.7%) للذكور حسب إحصاءات التعداد السكاني 2010م ، كما سجلت الإحصاءات وجود فروق
في الأمية بين المحافظات، وحسب الجنسية بين العمانيين والوافدين، وسجلت إحصاءات
التعداد العام للسكان بالسلطنة لعام 2010م
تراجعا ملحوظا في نسب الأمية، وتحسنا في برامج محو الأمية بين التعدادين
2003 ، 2010م فقد انخفضت نسبة الأمية من (17.7%)، إلى ( 12.2%)، في حين
أنها سجلت في تعداد عام 1993م ما نسبته (41.2)، وانحسارها إلى هذا الحد يشير إلى
وجود مؤشرات ايجابية في التغلب على مشكلة الأمية في المجتمع.
هذا الموضوع بلا شك بالرغم من النتائج الايجابية التي تشير إلى تحققه في
السلطنة إلى أنه يحتاج إلى مراجعة شاملة وجذرية في كل جوانبه ومجالاته وآلية العمل
الحاصلة، وتعزيز دور العمل الوطني المشتركة في كل ما يحقق الأهداف الانمائية
للألفية وتوجهات السلطنة في هذا المجال ولعل من بين الأمور اللايجابية التي يمكن
أن تذكر في هذا الجانب تلكم المبادرات الوطنية الأهلية والرسمية في ايجاد القرى
المتعلمة، والمساهمات التي تقدم من بعض جهات القطاع الخاص وغيره في هذا المجال
والذي يتطلب منا أولا إجراء تقييم شامل لكل المبادرات الحاصلة، ثم محاولة وضع إطار
عمل مقنن لها يمكن أن يتم العمل به ليس على المستوى الوطني فحسب بل المستوى الدولي أيضا، وأن هذه المبادرات يمكن
أن تمهد لمساهمة حقيقة من السلطنة في مساندة المجتمع الدولي في هذا المجال،
في هذا الشأن يمكنكم الاطلاع على مقالنا الوارد في مجلة المستقبل
في عددها الثامن، سبتمبر 2012م والتي تصدرها مؤسسة مزون للصحافة والنشر،،،
وإلى لقاء آخر
تعليقات
إرسال تعليق