المراجعة والتقييم المستدام، ترف أم ضرورة؟ د. رجب بن علي العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

المراجعة والتقييم المستدام، ترف أم ضرورة؟
د. رجب بن علي العويسي
2/    12  /2013 1:25:26 PM
تشكل المراجعات ونظم التقييم المنهجية في أي عمل مؤسسي فرصة لإنجاز أفضل ومعالجة أدق مبنية على أطر سليمه ورؤى متوازنه، إذ هي منهج صحي سليم  في الحياة المؤسسية تؤصل لثقافة البحث العلمي وتوظيف الدراسات والبحوث في صنع القرارات المؤسسية ،  وتأكيد على الوعي بأن التطوير الذي يتم عن طريق الاختيار والاقتناع والمشاركة في التخطيط له، ‏وتنفيذه، وتقويمه من قبل العاملين في المؤسسة والمستهدفين منها والشركاء معها هو الذي يمكن أن تستمر آثاره وتجنى ثماره على المستويين المحلي ‏والخارجي للمؤسسة، فحين يتحمل العاملون جميعهم  مسؤولياتهم بصدق وإخلاص، ويعمل الجميع بروح الفريق الواحد، ‏ويستخدم النقد الذاتي الهادف كمنهجية عمل فإن المؤسسة تستطيع تمكين البيئة الثقافية المناسبة في العمل المعززة لبلوغ الجميع أهداف مؤسستهم. ‏ ويصبح النقد الذاتي البناء بهدف الإصلاح وتقديم البدائل في إطار التكامل أمرا مطلوبا. لذلك تسعى المؤسسات المجيدة إلى تضمين هذا الجانب ضمن استراتيجيتها وخططها وبرامجها لقناعتها بما يمكن أن تصل إليه جهود المراجعة والتقييم ونُهج الشراكة التي تنتهجها على مختلف الاصعدة في مساعدتها على  رسم توجهات واضحة لأدائها في الفترة القادمة من خلال الاستفادة من آراء العاملين والشركاء والمستهدفين  وأطروحاتهم ومرئياتهم وملاحظاتهم التطويرية حول الفعل المؤسسي ومعطياته ، وفي الوقت نفسه  سوف يوفر  للمؤسسة الدعم المناسب لقراراتها وتوجهاتها ويعتبر رصيد يمكن من خلاله أن تلقى الدعم الشعبي وتكاتف الجميع في تبني سياستها في بناء خططها التطويرية،  إن من شأن هذا العمل ضمان توفير الأدوات والمعايير والمؤشرات  للقيام بالرصد والمتابعة والقياس بما يسهم في ضبط السلوك المؤسسي والأداء الممارس في سبيل ضمان عدم الانحراف عن المسار الصحيح الذي رسم له، وما تخلص إليه مؤشرات التقييم المؤسسية إنما يؤكد الحاجة إلى التقييم المنهجي المستدام للبرامج التطويرية التي تتبناها المؤسسات لقياس مدى تحققها للأهداف  وتشير  إلى أن الوصول إلى هذه المرحلة من الوعي والثقافة المهنية المعززة للممارسة الايجابية الواعية يتطلب توفر إرادة العاملين بالمؤسسة وإدارتها العليا والتنفيذية وقناعتهم في السعي نحو تلمس خطى التطوير والتجديد وتعزيز الإدارة الذاتية والقناعات الشخصية من خلال الوعي بالدور والمسؤولية ، وبالتالي فإن طبيعة ما يقدم للمؤسسات والمعنيين بها من أفكار ورؤى عملية ومنهجيات للقياس سوف يكون الضمان الداعم للشراكة المأمولة والخطوة المهمة في الوصول إلى تحقيق المأمول من الأهداف، وتصبح طبيعة المرئيات والمبادرات والبدائل التي يقدمها الميدان المؤسسي المرتبط والمستفيد من عمل المؤسسة ومدى واقعيتها وقدرتها على رسم صورة واضحة للمستقبل المنظور المنتج والمتفاعل مع برامج التنمية والمعزز للقيم والمبادئ الإنسانية  الكريمة القائمة على التسامح والحوار والتنمية والتطوير والاستفادة مما لدى الآخر هو الفرصة المناسبة التي ستنقلنا كأفراد في المجتمع من مرحلة التمكين إلى التمكن، ويصبح الدور المتبقي إنما هو دور المؤسسة التي عليها أن تجد الآليات التفاعليه التي تعزز من الثقة في أدائها والجودة في توجهاتها؟،وأن تنظر للمسألة في إطار الأولوية وكمطلب مستدام لا يقتصر على فترة دون أخرى أو مرحلة بعينها،  بحيث تصبح المراجعة عين المؤسسة التي تنظر لكل حقائق الممارسات والتوجهات والسياسات  في عدسة أكبر وشمولية أدق ومنهجية أوضح ؟

وإلى لقاء أخر

تعليقات