همسة في سمع ولي الأمر الدكتور/ رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

خذ بيدي يا أبي الغالي
           خّذي بيدي "ست الحبايب"  يا أمي الغالية
                                       همسة في  سمع ولي الأمر
من محبكم : رجب بن علي العويسي
8/31/2013 10:11:42 PM
قبل اسبوعين وبتاريخ 18/8/ 2013م كنا قد وجهنا رسالة تحية وتقدير وحب وإجلال لبناة العقول أخواتي المعلمات وإخوتي المعلمون، واليوم ويبدأ دوام الطلاب إيذانا  ببدء العام الدراسي الجديد 2013/ 2014 ، وألسنتنا تلهج بالدعاء الى الله جلت قدرته أن يبارك لنا في هذا العام وأن يمنحنا القوة والصبر والعلم والحكمة، وأن يوفق ابناءنا لما فيه خيرهم وصلاح دينهم ودنياهم، وأن يكون عام خير وبركة مفعم بالعمل الجاد والنشاط المستمر والمبادرة الهادفة، فإنه من الجميل أن أقدم لنفسي ولكم أيها الأباء والأمهات الغالين على قلوب أبنائكم بعض هذه الهمسات بمناسبة بدء العام الدراسي الجديد ، فأقول :
·        بدء العام الدراسي وهو يحمل لأبنائنا الطلبة طموحات جديدة وأحلام عديدة، وأفكار واطروحات تتناقلها الاسماع وترددها نفوس الأبناء ماذا عسانا أن نعمل، وكيف نعمل ،
·        بدء العام الدراسي ونحن كأولياء أمور لدينا أمال عراض وطموحات كثيرة في أبنائنا وبناتنا ، في فلذات الأكباد كيف نريدهم ، وأين نريدهم، ماذا نريد منهم، وكيف نحقق لهم ما يتمنون؟
·        أيها الأب العزيز وأيتها الأم العزيزة ، ابنك يناديك، ابنك يحبك، ابنك يتمنى منك أن تقوم ببعض الواجب الذي قمت به في السابق ، وهو لعمري والله لن ينفك يلازمك في كل مراحل حياة ابنك، ربيته صغيرا وتربيه وهو على مقاعد الدراسة وتربيه ما كتب الله لك الحياة،
·        بدء العام الدراسي وابنك يطلب منك توجيها ونصيحة مصحوبة بمتابعة وحرص وممارسة، لأن تجلس مع ابنك ، تعرف من ابنك، تتسع مساحات الود بينك وبينه، تزيد صلتك به، فهو أحوج ما يكون إليك في هذه الفترة من حياته، في فترة بناء ذاته، ونمو عقله، وزيادة وعيه، وتنوع أفكاره، وتعدد اتجاهاته،  يحتاج إليك كثيرا وهو في مقاعد الدراسة، فخذ بيده وكن معه وكن في عونه، لا تظن عليه بالجلوس معه حتى ولو أشغلتك ظروف الحياة، فهو ابنك وهو حياتك وهو أملك،
·        أيها الأب الغالي وأيتها الأم الغالية، للأسف الشديد البعض يعتقد أن وجود الطفل في المدرسة يغنيه عن نصيحة البيت ، أو أخذ ابويه بيده نحو سلم النجاح، وهو أمر خاطئ فاليد الواحدة لا تصفق والمدرسة ليست العصا السحرية في معالجة كل متطلبات المرحلة الحياتية ،
·        إن المتابعة المستمرة لطفلك من جميع جوانبها سواء كانت البدنية والصحية والغذاء والتأكد من تناوله وجبة الافطار وشربه الماء وأخذه بعض الطعام أو المصروف ، أو من خلال عنايته بنظافة جسمه وملبسه وتقليم أظافره وقص شعره ، من الأمور المهمة في بناء روح التواصل بينك وطفلك وشعوره بعنايتك به واهتمامك بحياته.
·        ايها الأب الغالي وأيتها الأم الحنون، إن العناية بطفلك والاهتمام به لا ينبغي أن تقتصر عند الحد الذي ذكرناه سابقا بل تمتد إلى الجانب الروحي والتربوي والأخلاقي، فتوعيته المستمرة بالنصيحة والكلمة الطيبة، وتمثل القدوة الحسنة له في اهتمامك وقراءتك وقيمك ومبادئك، والعمل على تقريب ابنك اليك او الى تلك القيمه التي قمت بها او التي سعيت لتحقيقها وتعويده على ذلك أمر في غاية الأهمية،
·        ما اجمل تلك المتابعة التي تقوم بها لابنك في تحصيله الدراسي تسأله سؤال المحب ، سؤال الصداقة بمزاح ومزاج راق، وأسلوب يعلوه التواضع ، والصداقه الحميمية البعيدة عن الجزرة والعصا، ماذا تعلم اليوم، ما اسم معلمه، كيف هو معلمه، من أصدقائه، من يحب منهم، هل يحب معلمه ولماذا؟ يسأله عن المواد الدراسية ما السهل وما الصعب، وكيف يمكن أن يتعامل معها، ما الذي يريده طفلك من المدرسة، وما الذي يريده في المدرسة، وكيف ينظر إلى مدرسته؟ ما السلوك الذي سيسير عليه، ما أجمل أن ترسم مع ابنك بل تساعده  ليرسم هو لك خارطة طريق لعامه الدراسي ، تتضمن كل الأماني والأحلام والصعوبات، وبالتالي تبنون حياته معا في إطار من الحوار المشترك والتواصل الفاعل.
·        سيدي الأب الكريم وسيدتي الأم العظيمه، ابنك امانه عليك أن تتحمل مسؤولياتها، فخذ بيده نحو الأفضل ولا تتركه للأقدار والمتغيرات والصدف، واصنع من خلاله مستقبل اسرتك السعيدة ، اسرة تسود المحبة والتعاون والتواصل والحوار بين جميع عناصرها.
·        بعض الآباء وللأسف الشديد يتحجج بعدم وجود الوقت لديه، وبأنه مشغول دائما، وأنا اريد من هذه اللطائف أن أطمئن ولي الأمر بأنه يسمح لك الخروج من أجل ابنك ، وأن اقول لكل المسؤولين في مؤسساتنا المختلفة، اعطوا الاباء والأمهات الفرصة لزيارة أبنائهم ، واسمحوا لهم بالخروج من وقت الدوام من أجل زيارة ابنائهم في المدارس على أن ترصد هذه الزيارة بشكل سليم وتوضع لها أجندة واضحة، ولا اعتقد بأن اي مسؤول يمتنع من اعطاء الموظف الفرصة من زيارة ابنائه بالمدرسة، نحن في وطن عظيم يؤمن بالمسؤولية وهل أعظم من مسؤوليتنا نحو أبنائنا فبها ينهض وطننا، هذا الأمر ينطبق عليك انت أيها المسؤول فـ " خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي " صدقت يا سيدي يا رسول الله.
·        أيها الأب العزيز وأيتها الأم الحنون ، اجعلوا بينكم وأبناءكم مساحات من الود والتواصل مع بداية عام دراسي جديد، كونوا لهم واصنعوا منهم مستقبل الوطن فلا تترددوا في التواصل مع المدرسة أو زيارة ابنائكم، أو التواصل مع المعلمين .
طاب يوم العلم الخالد، والمجد الباقي ، وطابت حياتكم عامرة بالنجاح والتقدم ، وكل عام والجميع بخير

محبكم : رجب  بن علي  بن عبيد العويسي

تعليقات