د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
- مدونة الحوار- 2013م
http://alhwaraleegabe.blogspot.com
أمة بهذا الحجم من الثراء الفكري، ما العائق في أن
تتقدم؟
الدكتور/ رجب بن علي بن عبيد العويسي
16/10/
2012م
04/08/2013 01:16:24 م
.........................................................................................................
موضوعي هذا طرحته بتاريخ 16/10/ 2012م ، وأردت
إن استرجعه في ظل أوضاع الأمة ، وهو يأتي
في أعقاب الحدث التاريخي كما يسميه البعض في قفزة " فيلكس " ، هذه القفزة بمفهومها المجرد قد تكون
الأولى ولكنها ليست الأخيرة ، ولعل الأيام القادمة تفرز لنا قفزات أخرى، منذ زمن
كان من الصعوبة صعود قمة إيفيريست وكنا نعتبر ذلك ضربا من الخيال، بيد أن من بيننا
من استطاع أن يصل إلى ذلك المكان ، زميلي وصديقي العزيز خالد السيابي، وهكذا أيضا قفزة " فيلكس
" ، فلعل السنوات القادمة تظهر لنا بأن في العالم أبطالا وأناس لهم
إرادة وعزيمة وقادة في أن يكون لهم موضع في تاريخ الإنسانية، لا شك بأن العالم كان ينتظر تلك اللحظة
التاريخية – كما يسميها البعض- ، وكانت معظم أجهزة الإعلام موجهة ترصد الحدث بالأقمار
الصناعية المباشرة، وبكل الوسائل التي تظهر تلك اللقطات المثيرة في حدث قفزة
" فيلكس "،
بيد أنني على المستوى الشخصي لست من المهتمين بعملية القفز ، أو الصعودـ أو
التسلق ، ولكن ظهرت لي جوانب أخرى من قفزة"
فيلكس " ، ففي غضون ساعات
إذا بالحدث الأكبر من قفزة " فيلكس "
وهو ذلكم الثراء المعرفي الضخم والكتابات الكثيرة جدا والتعليقات المتنوعة التي
ضجت بها شبكة المعلومات ، ومواقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك وتويتر ويوتيوب وتوو
وغيرها، وذللك الكم المعرفي الذي ذخر به جوجل وكل محركات البحث العالمي، بل لعله
في تلك السويعات البسيطة ألفت العديد من الكتب والمجلدات في وصف هذا الحدث، ولسنا بصدد ذكر نوعية ما كتب في الموضوع فبين شعر ونثر ، وقصة قصيرة ومطوله، وفكاههات
ونكت، ودروس وعبر، وحقائق وأمثلة، ونماذج ، بل وصلت إلى إصدار بعض الفتاوى وآراء
بعض المفتين ومن يتحدثون باسم الدين في صحة هذا العمل من عدمه، جوازه من عدمه ،
يكاد الأمر لا يصدق، بل اصبح حديث
المعلمين في الصفوف، والطلبة في مواقع التعلم والفسحات ، والجامعات والمؤسسات،
والصباح الذي بدأ به الكثير من الموظفين عملهم، بل أن معظم الاتصالات التي تمت بين
الأصدقاء وبين الأزواج وبين الأحباب إنما كانت تتحدث عن هذه القفزة، والسؤال الذي يطرح نفسه في خضم هذا الحدث، وأنا
اتتبع بعض ما قرأت أو سمعت أو شاهدت،،، أمة بهذا الثراء الفكري والمعرفي والأدبي ،
وأبناء الأمة بهذه القرائح الفكرية والأدبية وغيرها ، ما العائق في أن تتقدم
وتتطور، وإذا كنا نتحدث اليوم عن أن المعرفة هي اساس قوة الأمم ، وسر نهضتها، وأن
التنافس اليوم أساسه المعرفة والعلم،
فلماذا لم يظهر واقع امتنا هذه الحقائق، إن من استطاع أن يكتب الشعر والقصة
والفكرة والنموذج والمثال ، وجوانب الاستفادة من الحدث، ومن استطاع أن يختلق النكته
والفكاهة والضحكة ، والألغاز وووو ، لماذا هو في آخر الركب، ولماذا لم يستطع أن
يمتلك المعرفة العالمية بالرغم من أنه يستطيع أن ينتجها في لحظات بسيطه، وفي غمضة عين
، إن هذا الأمر يدعو للتفكر والاعتبار والمراجعة، وإعادة النظر في كثير من جوانب
حياتنا الشخصية وحياة أمتنا المجيدة.
لدينا في هذه الأمة كنز لا يعوض هو الإنسان القادر على
صناعة الانجاز وتحقيق الإعجاز والوصول إلى ما وصل إليه غيره فمن الأمم
الأخرى، فلماذا لا يزل رهين واقعه، ينتظر
من غيره أن يقدم له المعلومة ويبصره بالتجربه ويخبره بما يفعله وما لا يفعله، أين
المشكلة بالضبط، أمة بهذا القدر من الثراء
الفكري لماذا لا يكون لها صيتها في امتلاك المعرفة العالمية وإدارة شوؤنها
الفكرية، وإثراء العالم بغزارة ما تمتلكه
عقول أبنائها وقدرتهم على صياغة فكر عالمي يبصر الانسانية ، ويوجه مسارها نحو
تحقيق غايات الوجود الإنساني،
لا شك بأن الاجابة عن هذا التساؤل بالرغم من قناعتنا
باختلافها من فرد لآخر ، إلا أنها تضعنا أما تساؤلات أخري ما مدى المرونة المتاحة
لإنسان هذه الأمة في التعبير عن أفكاره ، وتأكيد تواصله مع البناء الفكري البشري،
ومستوى صياغته الفكرية والدعم المقدم له على مستوى البيت والمؤسسة والمدرسة
والجامعة ووو، ومدى توفر مؤسسات الابتكار
وصناعة الإنسان ومراكز العلم والمعرفة التي تشجع الابداع بلا حدود، وتعطي مجال
الفكر الفرصة الكبيرة والمساحة الواسعة في الوصول إلى ابتكار لا محدود ، وتعلم
ممدود، ورؤية في الانجاز بلا توقف والعطاء بدون الحاجة إلى استجداء، ما مستوى
التشجيع الذي يحصل عليه العلم والمعرفة والثقافة في رصيد الأمة ، وكيف يعامل
المبدعون والمبتكرون والمخترعون والمثقفون والكتاب، من يحتضنهم، وكيف يقدم لهم الدعم وكيف يعاملون ، ما مستوى ما
يتاح لأبناء هذه الأمة من مراكز العلم والمعرفة والبحث والدراسة والتشخيص
والتجريب، وما نوع التعليم الذي يقدم لأبناء الأمة، وقدرته على بناء إنسان واع قادر على البوح بما في داخله والتعبير عما في
ذاته ، وهو في المدرسة والصف الدراسي بدون الحاجة إلى تأنيبه أو مسك العصا لضربه
أو تهديده، أو منعه من قول كلمة صه اثناء شرح المعلم، أو عدم تعديه الاجابة
المطلوبة في السؤال، أو عدم اتاحة الفرصة له للبدء بالسؤال ، وغيرها، ومتى ستكون مؤسسات التعليم لدينا سبيل للمرح والتعبير
عن خلجات النفس والبوح بما في القلب والعقل من أفكار، ومتى يتوفر لدى مبتكري هذه
الأمة مراكز للابتكار والاختراع والاكتشاف واحتضان الموهبة .
قضايا كثيرة وتساؤلات قد نعجز الاشارة إليها
في هذه اللطيفة البسيطة، نحن بحاجة لأن
نتعلم من قفزة " فيلكس " أن
أمتنا بخير، وأنها تمتلك ما لا يمتلكه الآخرون، لديها مخزون فكري ثري، ولديها الإنسان
الذي ولد وهو يبدع ويتمنى أن تكتب له الحياة ليستمر في إبداعه، ولد ولديه فرصة ليعبر عن ذاته بالصياح والحركة
وغيرها، فلنعطه الفرصة مستقبلا لأن يصيح
ويتكلم ويتحدث بما يشاء لأنه في كل صيحة أو حركة أو حديث تجده ينتج فكرا وموردا
ثريا من المعرفة والعلم ، لنترك لهذا
الإنسان فرصة في أن يقول كل شي لأننا في النهاية نجده يبدع وينتج ويبادر ويقدم كل
شيء تحبه أمتنا وتحتاجه نهضتها، فكما قدم لقفزة " فيلكس " يمكن أن يقدم أيضا في حدث آخر أو مجال
غيره
إن هذه الحقائق تدعونا إلى مراجعة جادة لكل شي ، وأولها
مراجعة في آليتنا وطريقتنا لبناء الإنسان، وآليتنا في تنمية الفكر والتفكير،
ومستوى تعاملنا وتفاعلنا مع متطلبات تحقيق هذا الثراء الفكري وتوظيفه من أجل
الانسانية جمعاء
وإلى لقاء آخر
تعليقات
إرسال تعليق