الفكر السلبي وأثره على الأمن الإجتماعي الدكتور/ رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com

الفكر السلبي وأثره على الأمن الإجتماعي
الدكتور/ رجب بن علي بن عبيد العويسي

‏15‏/07‏/2013‏ 12:04:49 م

كيف يتعاطى التعليم مع موضوع الفكر الإيجابي للطالب؟
هل ساهمت الثقافة السائدة والممارسات المرتبطة بها في تعزيز البناء الفكري للناشئة القائمة على النقد البناء وحرية التعبير وتأصيل ثقافة الوعي المسؤول؟
أين دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية في هذا الجانب، وما المطلوب لتجاوز العقبات الحاصلة في عملية التثقيف والوعي الاجتماعي؟
*
كيف تتعاطى الثقافة المجتمعية مع الإنحراف العكسي للأبناء، وكيف يمكن تصحيح مسار العمل السائد في هذا الجانب؟
هل ستعمل التجديديات الحالية في التعليم على بناء توجهات جديدة تؤمن للفكر الايجابي المناخ المناسب للابتكار والتطوير والنمو؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
Rajab.2020@hotmail.com

لقد دعت المتغيرات المعاصرة إلى ضرورة النظر إلى المسألة الأمنية باعتبارها تعني كل أفراد المجتمع، فهي عملية مجتمعية يجب أن تساهم فيها كل الفئات والقطاعات والمؤسسات بشكل متناسق، ولا يجوز اعتمادها على فئة قليلة، ومورد واحد، ولماّ كان الأمن والأمان يشكلان العصب الرئيس لنجاح التنمية، لذا كان من المهم أن يحظى الأمن الاجتماعي باهتمام كبير في استراتيجيات التنمية البشرية والمجتمعية المستدامة، خاصة في ظل تعقد وتشابك قضايا الأمن، وأن تعمل الهيئات والمؤسسات بمختلف مستوياتها واهتماماتها في توجيه مزيد من الاهتمام لقضاياه ؛ إذ أنه مما لا شك بأن التغيرات الاجتماعية والثقافية التي يمر بها العالم والمجتمع العماني - لايمكن ان يكون بمعزل منه - في الوقت الحاضر أصبحت تفرض على النسق التربوي مسؤوليات مضاعفة في تشريب الناشئة المعايير والقيم التي تحافظ على أمن واستقرار المجتمع، خاصة مع تزايد حدة التغيرات التي تلاحق الأبناء سواء في البيئة الاجتماعية التي يعيشون فيها، أو من خلال الانفتاح عبر الوسائل المتعددة التي تحيط بفكر هؤلاء الأبناء من كل اتجاه، ولما كان الجانب الفكري من أدق الأمور التي ينبغي أن تعيها المجتمعات وتعمل على تحقيقها في مواطنيها وتربي أجيالها عليها من خلال تعزيز الفكر الايجابي القائم على تحري الحقيقة والدليل وبناء عقليات النشء على الفكر السليم والعقيدة الصحيحة والمنطق العلمي في التفكير، والبعد عن الإشاعات يتطلب بلا شك أن يقوم التعليم بدور كبير في تصحيح المعلومة وترسيخ القيم السامية المعززة للفكر الناصح والمنهج القويم وتأكيد بناء الجانب الفكري لدى المتعلمين من خلال انتقاء المعلومة وإدارة المعرفة والحرص على دراسة الأمور والتروي في الحكم وتحكيم العقل والمنطق في موازنة الأمور، إن من بين الأمور التي تشكل خطرا على المجتمعات هي الأفكار السلبية الهدامة القائمة على مصادرة الفكر وتخويف الآخر وإرهابه وأن ما يؤمن به ليس مبنيا على الحق ، وهي أمور وللأسف الشديد بدأت تنتشر في مجتمعنا وبين شبابنا وما نراه من أمور التقليد والأفكار السلبية والمنطق القائم على التخريب وضعف الحس والمسؤولية والأنانية وغيرها كلها نواتج من هذا الفكر السلبي، وبالتالي فإن دور الأسرة والمدرسة والمجتمع والمسجد ومؤسسات التعليم ووسائل الإعلام ينبغي أن يقف صفا واحدا في مواجهة الفكر السلبي لبناء مجتمع سليم يعترف كل فرد فيه بالآخر وفكره وطريقة عيشه وخصوصيته بدون أن يسعى لفرض رأي عليه، وما لم تعي المدرسة أهمية الدور الذي ينبغي أن تمارسه في رعاية الطلاب فكريا ونفسيا واجتماعيا وسلوكيا بشكل ينعكس إيجابا على تعزيز وتدعيم الأمن الفكري الذي تسير عليه القيادة السياسية ، فإن الانحراف العكسي الذي سيصيب الأبناء سيكون هو المدخل والمقدمة لمؤثرات فكرية أخرى متتالية ومتعاقبة ؛ 
وبالتالي انطلقت دراستنا التي نشرت في مجلة الأمانة بأكاديمية السلطان قابوس لعلوم الشرطة لعام 2008م في جوهرها من محاولة فهم إلى أي مدى تراعي التجديدات التربوية التي شهدتها المنظومة التعليمية بالسلطنة خلال العقدين المنصرمين تحقيق الأمن الفكري في المدارس وما هي الثغرات التي تحتاج إلى التركيز عليها في المرحلة القادمة؛ إذ أن التجديدات التربوية الأخيرة اشتملت على جوانب يفترض أن تمثل أساساً جيداً لتوفير الأمن الفكري في المنظومة التعليمية غير أن وعي العناصر البشرية في تلك المنظومة على مختلف مستوياتها يحتاج إلى مزيد من التركيز على دور عناصر المنظومة التعليمية وآليات تفعيله، بما من شأنه أن يفرض على الواقع التربوي ضرورة إيجاد خطة واضحة وصريحة لتعزيز الفكر الايجابي السليم لدى الناشئة وأن يوفر التعليم ومؤسسات التنشئة الخرى كل الوسائل المساندة لذلك.
آملا من الجميع الاطلاع والاستفادة مما ورد في الموضوع من مرئيات،
وإلى لقاء آخر




الفكر السلبي وأثره على الأمن الاجتماعي، الدكتور رجب بن علي بن عبيد العويسي، مجلة الأمانة، أكاديمية السلطان لعلوم الشرطة،ع21، 2010م

تعليقات