من أجل ضمير حي وسلوك واع وحس مسؤول ، هل من وقت للمراجعة ؟ د. رجب بن علي بن عبيد العويسي

د. رجب بن علي بن عبيد العويسي - مدونة الحوار- 2013م http://alhwaraleegabe.blogspot.com


من أجل ضمير حي وسلوك واع وحس مسؤول ، هل من وقت للمراجعة ؟
د. رجب بن علي بن عبيد العويسي
14/10/ 2012م
‏25‏/04‏/2013‏ 02:46:29 م
.........................................................................................................
     فعلا الضمير هو الأساس فعندما يصحو لا تتوقع منه إلا الخير ، العطاء ، الإنتاج، الشعور في الآخر، انعدام الذاتية، ويصبح الآخر هو الأساس ، بل  يشعر صاحب الضمير الحي بأن عليه مسؤولياته نحو غيره،  ولكن ماذا تتوقع عندما يغيب ذلك بل يموت من واقع بعض الناس، إنها المصيبه، بل القاضية، حديثي بهذا الشكل يحمل العديد من الدلالات التي يرصدها الواقع من خلال ممارسات غير مسؤولة قد تكون متعمدة، وقد تكون غير ذلك، ولكنها في كلا الحالتين  تترتب عليها الكثير من الأمور التي قد لا تحمد عقباها،  والصعب عندما يموت الضمير ممن بيدهم مصير الناس، ممن تم ائتمانهم على الوطن والمواطن لرعايته والمحافظة عليه وحمايته، في كل مواقع العمل والمسؤولية وفي مختلف مستويات المسؤولية، أحداث كثيرة وحقائق متنوعة ، وممارسات  متعددة، ومشاهدات في واقع الحياة تجدها هنا وهنا، وبين مستجير وبين متذمر وبين يائس، وبين متضايق، وبين متعكر المزاج ، وبين مضرب عن العمل، وبين من يشكو حزنه والمه لغيره،  ما السبب في كل ذلك، من المتسبب في كل ذلك، من المسؤول عما يحصل من ممارسات، حقائق قد لا تكون مفهومه بعض الشيء تعايشها بعض المؤسسات وللأسف الشديد، والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت حماية المستهلك معنية بحماية اقتصاد الناس ومعاشهم اليومي، وإذا كانت الرقابة المالية في حراك مستمر لاكتشاف بعض التجاوزات الحاصلة في عمليات الانفاق، فمن للمخلصين في المؤسسات، من يحميهم، من يرعاهم، من يحافظ على وجودهم، من يبني آمالهم، من يحقق أحلامهم، من يتناول قضاياهم، ومن يسمع شكواهم ، من ومن ومن ؟ ماذا يقدم للمخلصين، وكيف يتم معاملتهم وهل من سبب لإقصائهم، تساؤلات عديدة تطرحها قضايا الناس اليومية، والنتيجة كم عدد المترددين على المحاكم الادارية، كم عدد المتظلمين، كم عدد الشاكين، وكم عدد الباكين، وكم عدد المتقدمين للجان التظلمات، وكم عدد من يلجأوون إلى الله ليل نهار يشكون حاله، هذه حقائق واقعية في حياة الناس بل حياة الموظفين في بعض المؤسسات، فمن المسؤول ،،،
نعم  مع كل ما يحصل  اعتقد بأننا نحتاج إلى ان نضع اليد على الجرح، وإذا كنا في فترة مراجعة وتقييم مستمر لعملنا المؤسسي ، فمن الواجب اعطاء هذا الموضوع أهميته، فرصة لدراسته، لاكتشاف خباياه ومكنوناتها ونتاجه على المستوى الفردي والمؤسسي والوطني، نحتاج اليوم إلى أن نضع أيدينا على بعضنا من أجل عمل مسؤول ، ووطن يرجو منا كل الخير، نحتاج إلى أن نبني وطننا بروح المحبة والمسؤولية والحوار والتواصل والشعر بالآخر، نحتاج لأن تقوى ضمائرنا وتتغلب على كل الدنايا التي قد ترصدها حياتنا اليومية، لسنا في موضع ثأر ولا اقتصاص فما هكذا تبنى الأمم وتقوم المؤسسات وتنهض المجتمعات، نحتاج لأن نكون أوعى واعرف , بشأن بيتنا المؤسسي الداخلي ، وعندما تكون الألفة والثقة والاستفادة من الفكر الخلاق وتقدير قيمة العطاء والانتاج، والاعتراف بالمخلصين وتقديمهم واحتضانهم والاستفادة منهم، ومنع الفردية والذاتية والشللية من أن تؤثر في أدائنا عندها نكون قد حققنا أهدافنا واستطعنا التغلب على كل الاشكاليات الأخرى، فما أجمل أن نرسم مستقبل وطننا برؤية واحدة وفكر واع وشراكة حقيقية نبني عليها آمالنا ونحقق في ضوئها أحلامنا ، ونسعى من خلالها لبناء منظومة من  العمل الجاد المخلص الذي يقدر قيمة الاخلاص  والعطاء بلا حدود، يحتضن المخلصين  ويحترمهم ويقدرهم ويكافئهم على اخلاصهم، ما أجمل أن نكون مدركين لمسؤولياتنا ، نحو وطننا ونحو مواطنينا،  ونحو مؤسساتنا هذه المسؤولية التي تحتم علينا أن نكون على مستوى من الحرص بان نحسن الظن في الآخر، ونتيح له فرصة الوجود ، فرصة البقاء بل فرصة الحياة،  نكون على مستوى من الحرص على كل فرد في مؤسستنا فالمخلص نكافئة، ومتدني الأداء نساعده ونقدم له العون ، والمسيء ننصحه ونجد له الأدوات التي بها يتغير ويستقيم ويصلح حاله ونفسه، وليكون ما اشار إليه أمير المؤمين عمر بن الخطاب " لو أن بغلة تردت في العراق لوجدتني المسؤول عنها أما الله" ، ما أجمل أن نتعلم من هدي السماء ونهج سيد الأنبياء وسيرة السلف الصالح هذه القيم العظيمة في صحو الضمير وبناء الحس المسؤول، كما أن المسؤولية تحتم علينا كمسؤلين وقادة في مؤسساتنا أن تكون اعيننا بصيرة بكل ما يحصل من حولنا، نسمع ونرى وندرس ونستمع ونعي وندرك، وليكن سمعنا واستماعنا من عدة اتجاهات ، ومن أكثر من موقع ، ومن محافل متعددة، فلا عذر في عدم العمل أو الجهل بما يحصل أو الانشغال بكثرة الارتباطات والالتزامات ، بينما يعيش البيت المؤسسي في مرحلة من عدم الاستقرار ما أجمل أن نراجع كل هذه الحقائق، وان ننظر لأداء مؤسساتنا نظرة فاحصة متعمقة تطال كل جوانب العمل وتفصيلاته وأن نقف على كل حيثياته في إطار رؤية متزنة وقناعة أكيدة بأن الجميع يمتلك الخبرة والمهارة ويمكن الاستفادة منه وتوظيفه في البناء المؤسسي ، في سبيل تكاملية واتزان متحقق يراعي كل الظروف ويقف على كل المحطات في العمل المؤسسي، يعالج الأمور بمنظور إنساني مصحوبا بآليات وأدوات اداء معتمدة تثبت لنا حقائق الممارسات الحاصلة في أطر واضحة، ويبقى الضمير والحس هو من يمكنه أن يمتلك زمام المبادرة ويعي الدرس ويدرك هذه الحقائق ويتتبع الوقائق ، لأنه يدرك مسؤوليته نحو لم الشمل وجمع الصف وتقوية البناء، إن كل ما سبق بحاجة للمراجعة  مع النفس قبل أن تكون مع الآليات والأدوات.
وإلى لقاء آخر

تعليقات